وقد جاءَ بعضُ المصادر في هذا البابِ على فِعَلٍ، وهو من مصَادر المضْموم العَيْن في الماضي والمستقبلِ، مثلُ: قَدُمَ قِدَماً، وضخُم ضِخَمّاً، إلا أنّهُ استعيرَ هذا البناءُ في هذا البابِ، كما استعيرَ في الطبائعِ الجَلدُ والكَرمُ، وهما من بناءِ مَصادرِ هذا البابِ.
وهو مثلُ قولكَ: سمِن سِمَناً، وشَبِعَ شِبَعاً، وهو قليلٌ.
ومما استُعيرَ من المضْموم في المكسورِ: الفَعالةُ، مثلُ: الشّكاسةُ والتَّماهةُ. والفُعولةُ مثلُ العُفونةِ. والنّدوّةِ.
ومما وقع فيه من بناءِ المفتوح العينِ في الماضي: الفُعولُ، مثلُ: اللُزوم، والرُّكوب.
وممّا اشتُرك فيه فلم يَكنْ بابٌ أوْلى به من غيره: الفَعِلُ، مثلُ: اللَّعبُ والضَّحكُ، وذَلكَ أنّ هذا من أبنيةِ النُّعوتِ، مثلُ: قوِلهمْ هَرمٌ وعَجلٌ، فاختلطَ بالمصادرِ في بعضِ الكلامِ.
وممّا جاءَ على بناءِ المَرَّة والجنْسِ والفَرزِ، وهو مصدر مصرّح لا يراد به شيءٌ من ذلك: الرَّحمةُ، والشَّركةُ، والغُلمةُ. وهذه الأبنيةُ ليْستْ مخْتصَّةً لبابٍ، لأنّها ليستْ من أبنيِة المصادرِ المصرَّحةِ.
وما كان واقعاً من هذا البابِ فإنَّ نعتَه على فاعِل، مثل: قَدِِمتُ البَلدَ فأنا قادمٌ، ورَكبتُ الدابةَ فأنا راكبٌ. وربّما جاءَ على فاعلٍ وفَعِلٍ، مثلُ قولِكَ: حذِرَ الأمرَ فهو حاذرٌ وحذرٌ، قال الشّاعرُ:
حذِرٌ أموراً لا تُخافُ وآمنٌ ... مالَيْس منُجيه منَ الأقْدارِ