للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وما كان غيرَ واقعِ فإنّ نعتهِ في اكثرِ الكلام على فَعلٍ، وربّما جاءَ على فعِل وفاعل مثل قولك: لَبث فهو لابثٌ ولَبث، قال الله تعالى: (لابِثينَ فيها أحْقاباً) . وقرأ بعضُهُمْ "لَبثينَ" وهذا في اختلاطِه مثلُ الفَعْل والفَعل في المصادر.

وقد يأتي النّعتُ منْ هذا الباب على فَعيلٍ، وهو مثلُ قولكَ: سلِمَ فهو سَليم، وغَبنَ رأيهُ فهو غبَينُ الرأي. وهذا من بناءِ نعوتِ المضْموم، فأختلَطَ بهذا البابِ، كما دخل منه فيه، مثلُ ما تقولُ: خَشنَ الشَّيءُ فهو خَشِن.

وما كان من النُّعوتِ على معنى الجوعِ والعَطَش، وما قاربَهما أو ضادّهمُا، فهو على فعلان فَعْلانَ مثلُ جَوْعانَ وشَبْعانَ، وعَطْشانَ وريّان. وربّما جاءَ على غيرِ هذا البناء فألحِقَ ببناءِ ما يُقاربُه في المعنى، كما قالوا: قَرِمٌ، ألْحقوهُ بوجِع.

وربما جاءَ النعتُ في هذا البابِ على فَعْل، مثلُ قولك: شَكِس فهو شَكْسٌ، وشَثِنَتْ كَفُّهُ فهو شَثْنُ الكَفِّ، قال الرّاجِزُ:

شَكْسٌ عَبوسٌ عَنْبَسٌ عَذَوَّرُ

وقال امرؤُ القَيْس:

وتَعطوا برَخْصٍ غيرِ شَثْنٍ كأنَّه ... أساريعُ ظَبْيٍ أو مَساويكُ إسحِلِ

فهذا لا يُعَرّى من أحد أمرين. إما أنْ يكونَ أصلُه مُحَرَّكاً بالكَسْرةِ فَسُكِّنتْ عينُه تَخْفيفاً، وإمّا أن يكونَ بناءً مستعاراً من بابِ المضمومِ، كما استُعيرَ الفَعيلُ. وقَدْ جاءَ بعضُ النُّعوتِ على فَعِل وفَعُل جميعاً، فقالوا: عَجِلٌ وعَجُلٌ، وحَذِرٌ وحَذُرٌ، ونَدِسٌ ونَدُسُ. فَجعلوا الكسرةَ والضَّمَّةَ تَتعاقبانِ في عِدَّةِ حُروفٍ.

وعِلّةُ الأمرِ في هذا الباب في انْكِسارِ ألفِه_كالعِلَّةِ في الأمرِ مِنْ فَعَل يَفْعَل، لأنّ المستقبلَ مِنْهُما واحدٌ.

<<  <  ج: ص:  >  >>