ويُقالُ: سَفِهْتُ الشَّرابَ: إذا أكْثَرْتَ منه فلم تَرْوَ، واللهُ أسْفَهَكهُ.
وأشْبَه الشَّيءُ الشَّيءَ.
وأعْضَهَ القَوْمُ: إذا رَعَتْ إبِلُهم العِضاه.
وأفْكْهَتِ النّاقةُ: إذا هَرَاقتْ لَبَنها عندَ النِّتاج قَبْل أن تَضَعَ.
وأكْرَهْتُه على الأمْر، أي حَمَلْتهُ عليه كَرْهاً.
وأنْبَهَه من نَوْمِه ونَبَّهَه بمعنىً. وأنْفَهَ بَعيرَه، أي: أكلَّهُ. وأنْقَهَهُ اللهُ من مَرَضِه، أي أصَحَّه.
والأمْرَ من هذا الباب بفَتْحِ الألفِ من غيرِ أنْ تَنْظُرَ إلى الحرف الثّالثِ في يُفْعِل. وإنما فُتِحَتْ لأنَّ أصلَ الأمْرِ أن يَخْرُجَ على صورِة المستقبلِ بعد إزالةِ الزّائدةِ عنه، فما بقي عليه الفِعْلُ فهو صورةُ الأمرِ، وبناؤُه مع تَسْكينِ آخرِه، وذلك أنَّ الأمرَ مستقبلٌ فَبُني على مستقبلٍ مِثله، لتشاكُلِهما. ألا ترى أنَّك إذا أمَرْتَ مِن تَقَبَّل يَتَقبَّل قُلْتَ: تَقبَّل فَقَدْ وجَدْت صورةَ المستقبلِ فيه بعد إزالة أوّله عنه وتسكينِ آخرِه، وكذلك الأفعالُ كلُّها. ويُحتاجُ في بعضِ المواضِع إلى ألفِ الوَصْل ليُبتدأ بها، وذلك إذا كان الحَرْفُ الّذي يلي الزّائدةَ ساكناً، فلَّمَا سَقَطَتِ الزّائِدةُ لمْ يُمكنْ أن يُبْتَدأ بساكنٍ، فاجتُلبَت الألفُ ليقعَ بها الإبتداءُ، وذلك مثلُ قولك: اقْتُلْ واضْرَبْ واشْرَبْ. ثم جِئْنا إلى هذا البابِ فَفَتحْنَا الزّائدةَ فيه، لأنّ أكرمَ يُكرمُ هو في الأصل أكْرَمَ يُؤَكْرِمُ، على مِثالِ عَكْرَمَ يُعَكْرِمُ، فأسْقِطَتِ الهمزةُ أوَّلاً في الخبر عن المتكلِّم، لاجتماع هَمزتَيْن، ثم بُنَيتْ أخواتُه عليه. وأُخْرِجَ الأمْرُ على الأصْلِ مَخْرَج قولِكَ قَرْمَط ودَحْرَج. ومما جاء على الأصْل قولُ الشّاعرِ مما أنشده النَّحويُّون في مثل هذا الموضع: