والمصدر من هذا الباب يجيءُ مكسورَ الألف، فرْقاً بين المصْدَر والجَمْع في مثل الأصباح والإصْباح، والأسْرار والإسرار، ثم جُعل حكْمُ المصدرِ في كُلٍّ موضعٍ واحداً.
وضُمّت الزّوائدُ في هذا الباب لحركةِ الحرفِ الثّاني في يُفْعِل. وكُلُّ موضعٍ تحرَّك فيه هذا الحرفُ الثاني فالحُكْمُ فيه على هذا. وكُلُّ موضع سَكَنَ فيه فُتحت الزّوائدُ منه مثل: يَضْرب، ويَقْتُل، ويَعْلَمُ، ويَحْتَمل، ويَنْكَسِر، ويَسْتَكبر، ويَحْمَرُّ، ويَحْمَارُّ، ويَسْحَنْكِكُ، ويَعْلوِّطُ، ويَسْمَهِرُّ، إلا تَفَعَّل، وتفاعَل، وتَمَفْعَل، وما جاء شبيهاً بهذا من الواو والياءِ، مثل تَلَهْوقَ، وتَخَيْعَل، وتَجَوْرَب، وتَرَهْيأ. وإنما خالفَ حكم هذا حُكْمُ الأولِ، لأنّهُ لو ضُمَّتِ الزّوائِدُ في هذه الأبواب لالْتَبَستْ بالباطِنِ، فَفَتحوها إرادةَ أنْ يفْتَرِقَ الحَدّان.
والموضِعُ من هذا البابِ على مُفْعَل بضَمِّ الميم وفَتْحِ العَيْنِ. وكذلك المفعولُ والمصدرُ على صورَةٍ واحدةٍ.
يُقالُ: أدْخَلْتُهُ مُدْخَلاً، وأخْرَجْتُه مُخْرَجاً على معنى أدْخَلْتُه إدْخالاً، وأخْرَجتُه إخْراجاً. وأدْخَلْتُه فهو مُدْخَل وأخْرَجْتُه فهو مُخْرَج، ونِعْمَ المُدْخَلُ هذا، وبِئْسَ المُخْرَج ذاك، قال الله عزَّ وجلَّ:(وقُلْ رَبِّ أدْخِلْني مُدْخَلَ صِدْقٍ، وأخْرِجْني مُخْرَج صِدْقٍ) .
وهذا البابُ يأتي لوجوهٍ كثيرةٍ. من ذلك: أنْ يأتي أفْعَلَ بمعنى فَعَل سواء، مثلُ قولِك: سَعَده اللهُ