رأيت ذوي الحاجاتِ حولَ بُيوتِهمْ ... قَطيناً لهم حَتّى إذا أنْبَتَ البَقْلُ
أي: نَبتَ. ومن ذلك قراءَةُ مَنْ قرأ:"تُنْبِتُ بالدُّهن". [ويَجوزُ أنْ تكونَ الباءُ زائدةً، فيكونُ المعنى على تُنْبتُ الدّهن] . وزيادةُ الباء كثيرةٌ في الكلام، مثل قولك: خذ الخِطام، وخذ بالخِطام، وطَرحْتُ الشَّيْءَ، وطرحتُ بالشَّيْءِ.
ومنه أنْ يكونَ أفْعلُ مُجاوِزَ فَعَل، إذا كان لازماً، مثلُ قولِكَ: أقْعَده فَقَعَد، وأجْلَسَهُ فجَلَسَ. ومنه أنْ يكون أفْعَل: جاءَ بذلك، مثل ألامَ: أتى بما يُلامُ عليه، وأخسَّ: أتى بِخَسيسٍ.
ومنه أنْ يكونَ بمعنى حانَ منه ذلك، كقولهم: أصْرَم النخْلُ وأقْطَفَ الكَرْمُ. ومنه أنْ يكون أفْعَل الشَّيءُ بمعنى كَثُرَ ذلك عنده، كقولك: ألْبَن الرَّجُلُ، أي كَثُر عنده اللَّبن، وأتْمَر أي كَثُر عنده التَّمْرُ.
ومنه أنْ يكونَ أفْعَلَ الشَّيْءُ، أي: صار ذلك في إبلِه وغنَمه وأصحابِه وأشباهِ ذلك، كقولكَ: أقْطَف الرَّجُل، أي: صارتْ دابَّتُهُ قَطوفاً، وأخْبَثَ الرَّجُلُ، أي: صار أصحابُه خُبثاءَ.
ومنه أنْ يكونَ أفْعَلَتُ الشَّيْءُ، أي وَجَدْتُه كذلك، كقولِكَ: أحْمَدْتُ الرَّجُلَ: وجَدْتُه محموداً، قال عمرو بنُ معدِ يكرِب لبني سُلَيْم:"قاتلناكُم فما أجْبَنّاكُمْ، وسألناكمُ فما أبْخَلْناكُم، وهاجَيْناكُم فما أفْحَمْناكُمْ". أي ما صادَفناكُمْ جُبناءَ، ولا بُخلاءَ، ولا مُفحَمين.