- ثبت في حديث جابر وغيره أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان إذا أراد أن يبدأ بالطواف واستقبل الحجر كبر.
فالتكبير ثابت في الأحاديث الصحيحة، وليس في الأحاديث الصحيحة المرفوعة إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - دعاء يثبت عند بداية الطواف إلا التكبير فقط، لكن صح عن ابن عمر - رضي الله عنه - أنه كان يبسمل فيقول:(بسم الله، والله أكبر) عند بداية الطواف، فإن أخذ الإنسان بهذا الأثر فقد أخذ بأثر عن أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - وإن تركه فهو عندي أولى لأن الحج أمر مضبوط منقول عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ولو كان هذا الذكر مشروعاً لنقل عن النبي - صلى الله عليه وسلم - لا سيما مع شدة عناية أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - بحجه الأخير وأما أثر ابن عمر فلا يمتنع أن يكون اجتهاداً منه - رضي الله عنه - لكثرة بداية الأعمال بالبسملة في الشرع. كما عند الوضوء إن صح وهو ضعيف. وكما عند الأكل وعند قراءة القرآن وغيره فقد جاء في الشرع في مواضع كثيرة أن الإنسان إذا شرع في العبادة يبسمل فلعل ابن عمر - رضي الله عنه - قاس على عبادة الطواف على غيره من العبادات.
والأقرب والله أعلم فيما يظهر لي أنه لا يشرع للإنسان إلا أن يقول:(الله أكبر)، تأسياً بالنبي - صلى الله عليه وسلم -.
- ثم قال - رحمه الله -:
ويجعل البيت عن يساره.
دل النص والإجماع: على أن الطائف إذا بدأ بالطواف فإنه يجب أن يجعل الكعبة عن يساره فإذا استقبل الحجر وكبر انصرف عن يمينه.
والدليل على ذلك:
- قول النبي - صلى الله عليه وسلم - (خذوا عني مناسككم) وقد طاف كذلك - صلى الله عليه وسلم -.
وذكر أهل العلم حكماً كثيرة لكون الطواف يكون على هذه الهيئة أي أن يجعل الإنسان البيت عن يساره، أما الدليل فهو السنة المستفيضة، وهذه الحكم استنباطات من أهل العلم: