للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

- لما في سنن أبي داود عن أبي بن كعب أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى بعشر ركوعات.

فصارت الأقوال مع القول الأول أربعة.

واختلف العلماء في التوفيق بين هذه الأحاديث وانقسموا إلى قسمين:

= فالقسم الأول: الذين معهم مالك والشافعي والبخاري والبيهقي وشيخ الاسلام وابن القيم وهو المعروف عن الإمام أحمد:

أن كل حديث عدا حديث عائشة في الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى ركعتين في كل ركعة ركوعين - كل حديث عدا هذا الحديث فهو شاذ أو منكر لا يعمل به ولو كان في مسلم.

- واستدلوا على هذا:

- بأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يصل صلاة الكسوف في حياته إلا مرة واحدة لما مات ابنه إبراهيم.

فكل هؤلاء يتحدث عن واقعة واحجة وقطعاً أن الحديث الذي في البخاري ومسلم واتفق على روايته عدد من الصحابة مقدم على هذه الأحاديث سواء كان حديث جابر أو حديث ابن عباس أو حديث أبي.

= والقول الثاني: وهو الذي ذهب إليه أبو حنيفة ورجحه ابن حزم وابن المنذر والخطابر وغيرهم - عدد من أهل العلم:

أنه يشرع للإنسان أن يصلي بجميع هذه الصفات فتارة يصلي بركوعين وتارة بثلاث وتارة بأربع وتارة بخمس.

والصواب مع القول الأول. وهو أنه لا يشرع أن يصلي الإنسان إلا ركعتين في كل ركعة ركوعين لأن هذا هو الثابت ولأنه لم يصلها النبي صلى الله عليه وسلم إلا مرة واحدة.

وبهذا انتهى باب صلاة الكسوف ولله الحمد ونبدأ بالباب الذي بعده.

باب صلاة الإستسقاء.

بسم الله الرحمن الرحيم.

• يقول رحمه الله تعالى:

باب صلاة الإستسقاء.

أي باب تبين فيه أحكام صلاة الاستسقاء من حيث الحكم التكليفي والكيفية وغير ذلك.

والاستسقاء: لغة: طلب السقيا.

والسقيا مفرده: سقي. والسقي هو: أخذ الحظ من الشرب.

وفي الاصطلاح: طلب إنزال المطر بصفة مخصوصة عند شدة الحاجة.

بدأ المؤلف أول ما بدأ بالأسباب الموجبة لصلاة الاستسقاء.

• فقال ر حمه الله:

إذا أجدبت الأرض وقحط المطر.

إذا أجدبت الأرض: الجدب: ضد الخصب.

والخصب هو: نموا العشب والكلأ وحلول البركة فيه.

هذا السبب الأول.

وقحط المطر: معناه: أي احتبس ولم ينزل.

<<  <  ج: ص:  >  >>