للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[باب الإستنجاء]

((تابع الدرس الرابع))

قوله: ((باب الاستنجاء)).

أي: باب يقصد منه بيان أحكام الاستنجاء وآدابه.

الاستنجاء: مأخوذ في اللغة: من القطع.

وهو في الاصطلاح: إزالة الخارج من السبيلين بالماء أو الحجر ونحوه.

والرابط بين معنى اللغوي والمعنى الشرعي: أن في كل منهما قطع فالاستنجاء قطع لآثار النجاسة.

إذاً الآن عرفنا معنى الاستنجاء في لغة العرب وفي اصطلاح الفقهاء.

• قال - رحمه الله -:

يستحب:

كثير من أهل العلم يفرق بين قولهم يستحب ويسن.

والفرق بين قولهم: يستحب وقولهم: يسن:

• أنه لا يقال للشيء يسن إلا إذا أخذ من نص صحيح صريح عن النبي - صلى الله عليه وسلم -.

• ويقال للشيء يستحب إذا أخذ من القواعد العامة.

قالوا ولا يجوز الخلط بين الأمرين.

= فأيهما أعلى مرتبة الذي يسن أو الذي يستحب؟

- الذي يستحب.

= لماذا؟

- لاعتماده على نص صريح.

إذاًَ من أين نأخذ الاستحباب من القواعد العامة أو من مفهوم النصوص وليس من النص الصريح.

= وهل يؤخذ من أقوال الصحابة؟

- الجواب: أنه يؤخذ من أفعال الصحابة مما يقال عنه أنه لا مجال للرأي فيه فيقال يسن.

بعد أن عرفنا الفرق بين قولنا يستحب وقولنا يسن السؤال:

= فأيهما أنسب أن يقول المؤلف يستحب أو يقول يسن؟

- أن يقول: يسن.

= لماذا؟

- لأن فيه نص صحيح صريح.

ولكن فيما أرى أن هذا ليس بصحيح بل الأحسن في هذا السياق أن يؤتى بلفظة يستحب.

= لماذا؟

- لأن الشيخ سيذكر مجموعة من الأداب والأحكام بعضها تعتمد على نصوص وبعضها تعتمد على قواعد عامة.

فالتعبير بيستحب أفضل ليشمل الجميع لأن مصطلح يستحب أوسع من مصطلح يسن.

فالذي يظهر لي والله أعلم أنه لا ينتقد المؤلف بقوله: يستحب.

والأمر في هذا سهل فإنها اصطلاحات لا يترتب عليها أحكام.

• قال - رحمه الله -:

يستحب عند دخول الخلاء قول: ((بِسْمِ اللَّهِ))

يستحب للإنسان إذا أراد أن يدخل الخلاء أن يقول بسم الله لحديث علي?: ستر عورات الإنس عن الجن إذا دخلوا الخلاء أن يقولوا بسم الله.

لكن الإشكال أن هذا الحديث ضعيف.

= فإذا كان ضعيفاً فما هو الدليل على قول القائل بسم الله؟

- الدليل عليه آثار عن الصحابة وهي تصلح للتمسك بها في مثل هذا الباب مع حديث علي لأن ضعفه ليس شديداً.

<<  <  ج: ص:  >  >>