بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين.
الأطعمة جمع طعام وطعام اسم لكل ما يأكل ويشرب , أما أنه اسم لكل ما يأكل فهو أمر ظاهر لا يحتاج إلى استدلال وفيه قوله تعالى {وطعام الذين أوتوا الكتاب حل لكم وطعامكم حل لهم}[المائدة/٥] أي ذبائحهم
وأما أنّ الشراب يطلق عليه طعام فأيضاً جاء في الكتاب والسنة ففي قوله {فمن شرب منه فليس مني ومن لم يطعمه فإنه مني}[البقرة/٢٤٩] فعبر عن الشرب بالطعام.
ومن السنة قوله - صلى الله عليه وسلم - عن ماء زمزم إنها طعام طعم وشفاء سقم. فعبر عن الماء بأنه طعام طعم وقد يعبر الفقهاء أحيانا بقولهم الأطعمة والأشربة فإذا عبروا بهذا فمن الظاهر أنّ مقصودهم بالأطعمة. أي ما يأكل وبالأشربة أي ما يشرب.
يقول الشيخ - رحمه الله - (الأصل فيها الحل , فيباح كل طاهر , لا مضرة فيه , من حب وثمر وغيرهما)
الأصل العام في المطعومات الحل لقوله تعالى {هو الذي خلق لكم ما في الأرض جميعا}[البقرة/٢٩] ولقوله تعالى {ويحل لهم الطيبات}[الأعراف/١٥٧] ويستدل أيضا على أنّ الأصل في المطعومات الحل أنّ النصوص الخاصة جاءت بمنع أشياء معينة فدل على أنّ ما عداها فهو حلال وكون المطعومات الأصل فيها الحل كما دل عليه الكتاب فهو أيضا محل إجماع من الفقهاء وذهب شيخ الإسلام - رحمه الله - إلى أنها حلال خالصة للمؤمنين فقط {قل هي للذين آمنوا في الحياة الدنيا خالصة يوم القيامة}[الأعراف/٣٢] فدلت الآية على أنها حل للمؤمنين فقط دون الكافرين وفي الواقع أنّ هذا الخلاف لا يترتب عليه أثر من حيث الأحكام الفقهية التفريعية.
والفقهاء - رحمهم الله - انقسموا في الأطعمة والأشربة إلى ثلاثة أقسام أو ثلاث مذاهب عموما:
المذهب الأول: مذهب أهل الكوفة وعندهم اتساق مع النصوص في المطعومات ومخالفة للنصوص في المشروبات.
المذهب الثاني: مذهب أهل المدينة والحجاز وعندهم اتفاق وانسجام مع النصوص في المشروبات واختلاف معها في الجملة في المطعومات