شرح كتاب المناسك الدرس رقم (٣)
قال شيخنا حفظه الله:
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين.
في السنة السابقة انتهينا من الباب الأول من كتاب الحج وتوقفنا على باب المواقيت، فنبدأ إن شاء الله ومستعينين به تعالى.
باب المواقيت.
- قال - رحمه الله -:
باب المواقيت.
المؤلف - رحمه الله - خصص هذا الباب لبيان مواقيت الحج.
والميقات في لغة العرب هو: الحد.
فالموقت هو: المحدد.
والأصل في لغة العرب: أن المواقيت تتعلق بالزمان لكن اتسع الاصطلاح ليشمل المواقيت المكانية، وإلا فالأصل أن الميقات يتعلق فقط بالزمان.
ومواقيت الحج تنقسم إلى قسمين:
- القسم الأول: المواقيت الزمانية.
- والقسم الثاني: المواقيت المكانية.
والمواقيت الزمانية ستأتينا.
والمواقيت المكانية تنقسم إلى قسمين:
- القسم الأول: من كان سكنه دون الميقات.
- والقسم الثاني: من كان سكنه قبل الميقات.
وسيأتينا في كلام المؤلف حكم كل واحد من النوعين.
والمؤلف - رحمه الله - بدأ بالمواقيت المكانية والسبب - والله أعلم - في أنه - رحمه الله - بدأ بها:
- أن الأحكام التي تعلق بالمواقيت المكانية أكثر والحاجة إليها أمس.
- قال - رحمه الله تعالى -:
ميقات أهل المدينة ذو الحليفة.
ميقات أهل المدينة: ذو الحليفة. وسيأتينا النص الدال على أن هذا هو ميقات أهل المدينة.
وذو الحليفة هو أبعد المواقيت من مكة. ويسمى الآن: أبيار علي، وسمي بهذا الاسم: لأنه واد تكثر فيه أشجار الحلفة.
ويبعد عن مكة نحو: ٤٢٠ كيلو، ولذلك اعتبر أبعد المواقيت من مكة.
- ثم قال - رحمه الله تعالى -:
وأهل الشام ومصر والمغرب الجحفة.
الجحفة هو ميقات: أهل الشام.
والجحفة في الأصل قرية كبيرة عامرة في طريق الحجاج من الشام إلى مكة لكنها الآن قرية خربة. وسبب خراب هذه القرية: أن السيول اجتحفتها فأصبحت خرابة ولذلك سميت الجحفة، ولما صارت خراباً انتقل الناس إلى الإحرام من رابغ.
- وقول المؤلف - رحمه الله -:
أهل مصر والمغرب.