الذي ورد هو قول النبي - صلى الله عليه وسلم - (لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كي شيء قدير، لا إله إلا الله أنجز وعده ونصر عبده وهزم الأحزاب وحده) فهذا الذكر مشروع ويقال على الصفا، ولا أعلم في السنة ذكر خاص يقال عند الصفا سوى هذا الذكر، والنبي - صلى الله عليه وسلم - ذكر هذا الدعاء ثم دعا الله بدعاء عام ثم كرر هذا الدعاء ثم دعا دعاء عاماً ثم كرر هذا الدعاء فعل ذلك ثلاثاً، ومعنى هذا أن هذا الدعاء سيكرر ثلاثاً والدعاء العام سيكون مرتين، هذا ظاهر السنة أن الإنسان يصنع هذا العمل إذا كان على الصفا.
- ثم قال - رحمه الله -:
ثم ينزل ماشياً إلى العلم الأول، ثم يسعى شديداً إلى الآخر، ثم يمشي.
أفادنا المؤلف - رحمه الله - بأمرين:
- الأمر الأول: أن السنة بين العلمين: هي السعي الشديد.
- والأمر الثاني: أن السن فيما عدا ذلك أن يمشي بهدوء.
والأمران مسنونان.
والدليل على السعي:
- أن جابر - رضي الله عنه - قال: فلما انصبت قدماه في بطن الوادي سعى - صلى الله عليه وسلم -.
واختلف العلماء: متى يبدأ السعي:
= فالمذهب أنه يبدأ بالسعي الشديد قبل العلم بستة أذرع.
= والقول الثاني: وهي منصوص الإمام أحمد رحمه الله أنه من العلم إلى العلم فقط ولا يبدأ قبل العلم بستة أذرع.
والراجح إن شاء الله أنه من العلم إلى العلم، قال الإمام أحمد - رحمه الله -: السعي من العلم إلى العلم، ولا أدري ما هو دليل الحنابلة فقد بحثت لهم عن دليل: لماذا يرون أن الإنسان يتقدم قبل العلم بستة أذرع؟ فلم أجد لهم دليلاً وهم لم يذكروا دليلاً لكن لعلهم يستدلون بهذا الوادي أنه لما انصبت قدماه في بطن الوادي فلعلهم يرون أنه لن يتمكن الإنسان من السعي الشديد إلا إذا تقدم وسعى بقوة قبل أن يصل إلى العلم حتى يستكمل المسافة التي بين العلمين اجتهاداً وسعياً فربما هم يستدلون بهذا، على كل حال: الأمر على ما قال الإمام أحمد - رحمه الله - أنه من العلم إلى العلم.