للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

شرح المقدمة

قال الشارح حفظه الله تعالى: -.

بسم اللَّه الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

أما بعد: -

هذا الكتاب - يا إخواني - من تأليف الشيخ/ شرف الدين موسى بن أحمد بن موسى الحجاوي المقدسي الصالحي.

والشيخ شرف الدين من أكبر فقهاء الحنابلة بل كان في عصره هو مفتي الحنابلة في دمشق.

ولد الشيخ - رحمه الله - في قرية تسمى حجَّه سنة ٨٩٥ هـ.

نشأ في هذه القرية - رحمه الله وغفر له - وأخذ مبادئ العلوم وقرأ القراءات ثم أكب انكباباً كاملاً على علم الفقه.

ثم بعد فترة من الزمن انتقل - رحمه الله - إلى دمشق ولازم العلامة الشويكي في الفقه إلى أن تمكن فيه تمكناً تاماً وانفرد بتحقيق مذهب الإمام أحمد رحمه الله.

وهنا نكتة وهي أن العلامة الشويكي له كتاب اسمه: ((التوضيح)) جمع فيه بين المقنع والتنقيح وهذا يعني أن له عناية خاصة بكتاب المقنع وهو أصل كتابنا هذا الذي ندرسه - إن شاء الله.

وهذا يدل على أن عناية الشيخ شرف الدين موسى بالمقنع واختصاره كانت من زمن طويل فهو امتداد لعناية شيخه الشويكي بالمقنع.

اشتهر الشيخ - رحمه الله - أيضاً بالورع والعبادة.

التحق بمدرسة شيخ الإسلام أبي عمرو ودرس فيها والتدريس في هذه المدرسة هو بحد ذاته منزلة علمية رفيعة.

توفي الشيخ - رحمه الله - سنة ٩٦٨ هـ بعد عمر حافل بالعلم والفتوى والتأليف.

له مؤلفات كثيرة نأخذ أهم المؤلفات:

أهم مؤلف - من وجهة نظري للشيخ - كتاب الإقناع جرَّد فيه مذهب الحنابلة يقول صاحب شذرات الذهب: ((لم يؤلف مثله في تحرير النقول وكثرة المسائل)).

وله كتاب اسمه حاشية التنقيح في تحرير أحكام المقنع وهذا أيضاً يعطي دلالة أن الشيخ له عناية مبكرة بكتاب المقنع.

له كتاب اسمه منظومة الآداب الشرعية في ألف بيت وشرحه هو بنفسه - رحمه الله.

أخيراً له كتاب اسمه زاد المستقنع قي اختصار المقنع ويسمى أحياناً مختصر المقنع وهو كتابنا هذا الذي سنشرحه إن شاء الله تعالى.

وجميع الكتب التي ذكرت مطبوعة طبعات جيدة محققة على نسخ خطية نفيسة.

هذا فيما يتعلق بالمؤلف.

ثم ننتقل إلى شرح مقدمة الكتاب.

<<  <  ج: ص:  >  >>