للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٢) الخروج بلا إذن ونحوه كأن تغلق الباب دونه أو تمتنع عن السفر معه.

فهذا هو المقصود بالحق الواجب إلا أن المالكية أضافوا ترك الفرائض فجعلوه من النشوز، وظاهر كلام الفقهاء أن ترك الخدمة ليس من النشوز، أما على القول بندبه فظاهر، وأما على القول بوجوبه فكذلك لم يذكروه من النشوز أي الامتناع عن الخدمة.

قال المؤلف ـ رحمه الله ـ:

(بأن لا تجيبه إلى الاستمتاع مطلقاً أوتجيبه متبرمة)

والتبرم هو التثاقل في الاستجابة (أو متكرهة)، يعني مع كراهة الاستجابة فعلمنا من كلام المؤلف أنّ الامتناع عن الاستجابة تماماً نشوز، كما أنّ التكره والتبرم أيضاً ماذا؟ نشوز وليس من علامات النشوز.

قال المؤلف ـ رحمه الله ـ:

(وعظها)

اتفق الجماهير على أن التأديب على الترتيب فلا ينتقل إلى الثاني إلا بعد تجربة الأول وهكذا، لكن اختلفوا متى يبدأ بأول مراحله، فالقول الأول: وهو المذهب ومذهب الشافعية يبدأ بالوعظ من حين ظهور الأمارات، ولو لم يظهر النشوز فعلاً.

القول الثاني: وهو مذهب المالكية والحنفية لا يبدأ بالوعظ إلا بعد ظهور النشوز فعلاً.

والأقرب الأول لقوله تعالى: {واللاتي تخافون نشوزهن ... } فعند الخوف من النشوز يبدأ بالوعظ.

قال المؤلف ـ رحمه الله ـ:

(وعظها)

المرحلة الأولى من العلاج أن يعظ، يشمل عدة عناصر: العنصر الأول: أن يخوفها بالله، وأن يبيّن لها أنّ عملها من الآثام التي يجب أن تتوب عنها.

ثانياً: يبيّن لها عظم المعصية، يعني أولاً يخوفها بالله ثم يبيّن لها أنّ المعاصي لها آثار سيئة على قلب وبدن المسلم.

الثالث: أن يبيّن لها ما يترتب على النشوز من ترك النفقة والهجر والضرب, هذه ثلاث عناصر في الوعظ، ويختلف الناس في الوعظ بحسب الحال وبحسب المرأة والرجل.

قال المؤلف ـ رحمه الله ـ:

(فإن أصرت هجرها)

قوله فإن أصرت يعني فإن أظهرت النشوز حينئذ ينتقل إلى المرحلة الثانية، وهي الهجر فإن أصرت هجرها.

قال المؤلف ـ رحمه الله ـ:

(فإن أصرت هجرها في المضجع ما شاء, وفي الكلام ثلاثة أيام)

قسم الشيخ الهجر إلى قسمين: قسم الأول: الهجر في المضجع.

القسم الثاني: في الكلام.

<<  <  ج: ص:  >  >>