للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وهل أتى باعتدال؟ نعم لأنه إذا قام قد ينوي أنه اعتدل فيأتي بالركن.

فإذاً هذا الشخص الذي رفع فزعاً لم يأت بالرفع وهو ركن من أركان الصلاة.

فنقول ارجع إلى الركوع وارفع بنية الركنية أنك ترفع عن الركوع.

فصار هناك ثمرة كبيرة لمسألة هل الرفع ركن وهل الاعتدال ركن آخر أو هما ركن واحد.

فتبين معنا أن الصواب أن كل منهما ركن مستقل.

• ثم قال - رحمه الله -:

والسجود على الأعضاء السبعة.

السجود على الأعضاء السبعة ركن من أركان الصلاة.

وهو ركن بإجماع المسلمين لقوله ((يا أيها الذين آمنوا اركعوا واسجدوا)).

ولقوله - صلى الله عليه وسلم -: ((ثم اسجد حتى تطمأن ساجداً)).

ولقول ابن عباس رضي الله عنه "" أمرنا بالسجود على سبعة أعظم"".

فالنصوص كثيرة في إثبات وجوب وركنية السجود.

والاعتدال عنه.

الاعتدال عن السجود ركن من أركان الصلاة لقول النبي - صلى الله عليه وسلم - ((ثم ارفع حتى تطمأن جالساً)).

والخلاف الذي ذكرناه في الاعتدال من الركوع والرفع منه يأتي معنا هنا في الاعتدال بين السجدتين والرفع منه.

والصواب هو أن الرفع من السجود ركن والاعتدال بين السجدتين ركن آخر.

• ثم قال - رحمه الله -:

والجلوس يبن السجدتين

والجلوس بين السجدتين ركن من أركان الصلاة لقوله في حديث المسيء ((ثم ارفع حتى تطمأن جالساً)).

ولحديث عائشة أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان إذا رفع لا يسجد - يعني مرة أخرى - حتى يطمأن قاعداً.

فالجلوس بين السجدتين أيضاً ركن يقابل الاعتدال من الركوع.

ثم قال رحمه الله:

والطمأنينة في الكل.

الطمأنينة في لغة العرب: السكون.

والطمأنينة في الشرع في الصلاة هي أن يسكن بقدر الذكر الواجب.

وقيل: هي أن يسكن أقل سكون.

والراجح هو القول الأول وممن اختاره من الفقهاء المجد – جد شيخ الإسلام ابن تيمية.

والفرق بينهما ظاهر فلو أن إنساناً سجد وسكن في السجود أقل سكون بدون ذكر ثم رفع فالواجب عليه في مثل هذه الصورة عند أصحاب القول الثاني ماذا؟ سجود سهو فقط لأنه ما ترك ركن وإنما ترك الواجب وهو الذكر.

والواجب عليه عند أصحاب القول الأول أن يعيد السجود لأنه أخل بركن من أركانه وهو الطمأنينة.

فصار الفرق بين القولين كبير جداً.

<<  <  ج: ص:  >  >>