ولعل الأقرب والله سبحانه وتعالى أعلم أنه:
إذا عطف الأصحاب على الآل صار المقصود بالآل: أقرباء النبي - رضي الله عنه -.
وإذا لم يعطف على الآل الأصحاب صار المقصود بالآل الأقرباء والأصحاب يعني أتباعه على دينه من أقربائه ومن غيرهم.
= بقينا في مسألة واحدة:
من هم آل النبي الذين يقصد من أقربائه هل هم جميع الأقرباء أو جزء من الأقرباء؟
الذي مال إليه ابن القيم - رحمه الله - أن آل النبي - صلى الله عليه وسلم - هم: من تحرم عليهم الزكاة فقط وهم: بنو هاشم.
وقوله ((وأصحابه)):
أصحاب النبي هم كل من لقي النبي - صلى الله عليه وسلم - في حياته مؤمناً به ومات على ذلك.
فإذا لقيه وهو كافر ثم آمن بعد موت النبي - صلى الله عليه وسلم - فليس بصحابي.
وإذا آمن بلا لقيا فهذا من باب أولى.
وإذا رآه وآمن به ولكنه مات كافراً فليس أيضاً من الصحابة.
• ثم قال المؤلف - رحمه الله -:
أما بعد: فهذا مختصر في الفقه
شرع الشيخ في المقصود.
وقوله ((أما بعد)):
معنى هذه الكلمة مهما يكن من شيء بعد هذه المقدمة فهذا مختصر في الفقه.
والكلام المختصر هو: كل كلام قلَّت حروفه وكلماته وكثرت معانيه.
والنبي - صلى الله عليه وسلم - أوتي جوامع الكلم.
والكلام المختصر يمدح - في الأصل - ما لم يخل بالمقصود.
وقوله ((في الفقه)):
حَّددَ - رحمه الله - الفن الذي أراد أن يؤلف فيه وأن تأليفه على سبيل الاختصار.
• ثم قال المؤلف - رحمه الله -:
من مقنع الإمام الموفق أبي محمد
الإمام الموفق أبي محمد هو/ عبد الله بن أحمد بن قدامة علم مشهور من أشهر علماء الحنابلة حتى أنه إذا قيل الشيخ عند المتقدمين يقصد به ابن قدامة.
له مؤلفات مشهورة معروفة انتفع بها المسلمون منها كتاب المقنع.
والشيخ - رحمه الله - تعالى ألف ثلاث كتب:
الأول: العمدة وهو أخصر كتب الفقه التي ألفها على قول واحد.
ثم ألف بعده المقنع وطريقته - رحمه الله - أن يذكر فيه قولين أو وجهين أو احتمالين ويطلق الخلاف ليتمرن طالب العلم على معرفة الاختلاف داخل مذهب الحنابلة.
ثم ألف بعد ذلك المغني وذكر فيه الخلاف العالي بين أصحاب المذاهب مع الأدلة.