للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بناء على هذه الضوابط والمسائل ما يفعله بعض الناس برمضان من وضع جميع الطعام قبل الصلاة فكل ما لديهم من طعام يضعه قبل الصلاة فحكم هذا إن كان يستطيع يتناول هذا الطعام ويدرك الصلاة فهو جائز وإن كان يترتب على هذا فوات صلاة المغرب يومياً فإنه آثم بترك صلاة المغرب ولو حضر الطعام ولو كان يشتهيه لأنه صار يرتب يومياً لمدة ثلاثين يوماً أنه سيترك صلاة المغرب بل نقول تأكل ما يكفي للنشاط وسد الرمق ثم تصلي مع الجماعة وإنما يكون تناول الطعام عذر إذا وقع اتفاقاً كما ذكرت.

• ثم قال - رحمه الله - في العذر الرابع:

وخائف: من ضياع ماله أو فواته أو ضرر فيه.

إذا خاف الإنسان من ضياع المال أو فواته أو أن يتضرر هذا المال أي ماله جاز له حينئذ أن يترك صلاة الجماعة.

والدليل على ذلك:

- ما رواه ابن عباس - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: من سمع النداء فلم يجبه فلا صلاة له إلا من عذر قيل ما العذر يا رسول الله قال: الخوف أو المرض.

وهذا الحديث تقدم معنا أن الصواب فيه أنه موقوف على ابن عباس.

وإذا كان موقزفاً على ابن عباس فهو كذلك عذر لأنه فتوى عن صحابي ليس لها معارض تتوافق مع أصول الشرع.

وهناك دليل آخر على أن للإنسان أن يترك صلاة الجماعة إذا خشي على ماله:

- وهو أن الشارع الحكيم أجاز للإنسان أن يترك صلاة الجماعة كما سيأتينا غذا خشي من الطين أو المطر والتضرر بفقد المال أكبر من التضرر بالطين والمرض وهذا بإجماع الناس.

فكون الإنسان يتضرر بنوع مطر كما سيأتينا حده أو بتلوث بالطين هذا أسهل من أن يفقد ماله أو أن يفقد شيئاً له قيمة واعتبار من ماله.

وإذا كان الشارع عذر بما هو أخف فلا شك أنه سيعذر بما هو أعلى.

إذاً: إذا خشي الإنسان على ماله فإن له أن يترك صلاة الجماعة.

وذكر العلماء أمثلة لهذا الخوف:

- منها: الخباز إذا وضع الخبز في الفرن وخشي أن يحترق لو ذهب.

- والطباخ: إذا أقام القدر على النار وخشي أن يحترق إذا ذهب.

- والحطاب إذا خشي أن يسرق الحطب.

وما شابه هذه الأمثلة.

ويمكن أن يقاس عليها بالنسبة لواقعنا المعاصر أشياء حديثة من ذلك مثلاً:

<<  <  ج: ص:  >  >>