للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وفيما أرى وبحسب اطلاعي على أقوال الحنابلة الاصطلاحية مع جمعها مع مسائل الإمام أحمد المطبوع - وقد طبع كما تعلمون منها نحو سبع كتب روايات عن الإمام أحمد.

يظهر لي أن الحنابلة لا يخرجون عن روايات الإمام أحمد إلا أن الإمام أحمد له أكثر من رواية ولكن الحنابلة - أصحاب الإمام أحمد - يعتنون حين تقرير المذهب بروايات الإمام أحمد وأقواله واختياراته - رحمه الله - فليس هناك فرق بين المذهب الاصطلاحي والمذهب الشخصي إلا فيما يتعلق بالروايات.

والروايات لا يمكن حصرها حيث تبلغ في بعض المسائل إلى سبع روايات لكن الحنابلة يلتزمون بالروايات المذكورة عن الإمام أحمد.

• ثم قال المؤلف - رحمه الله -:

وربما حذفت منه مسائل نادرة الوقوع وزدت ما على مثله يعتمد

إلى هنا عرفنا عدة مزايا ذكرها المؤلف لكتابه:

الأول: أنه مختصر.

والثاني: أنه مختصر من المقنع. وهذه ميزة لأن المقنع كتاب مشهور حافل اعتنى به الأئمة شرحاً وتهميشاً وحواشي فهو كتاب حافل جداً فكونه اختصار للمقنع هذه بحد ذاتها ميزة.

الثالث: أنه على قول واحد.

الرابع: أنه التزم بأن يذكر في الكتاب الراجح عند الحنابلة.

الخامس: أنه حذف المسائل النادرة.

السادس: أنه زاد ما على مثله يعتمد. هذه ست مزايا لكتابنا هذا.

• ثم قال المؤلف - رحمه الله -:

إذ الهمم قد قصرت

هذا تعليل لأمرين:

الأول: أنه مختصر.

والثاني: أنه اكتفى بقول واحد.

لأن من الحنابلة من ألف كتاباً مختصراً ولم يكتف بقول واحد كالمقنع فالمقنع يعتبر مختصراً وهو مع ذلك يذكر قولين.

• ثم قال المؤلف - رحمه الله -:

والأسباب المثبطة عن نيل المراد قد كثرت

قصور الهمم وكثرت الأسباب المثبطة لم توجد في عصر من الأعصار قطعاً بلا تردد أكثر مما وجدت في عصرنا هذا لكثرت الملهيات وانفتاح الدنيا واشتغال الناس بها وبالملذات وضاعت همة كثير من الناس.

وهذا يوجب للإنسان أن يحفز همته وأن يستعد وأن يبادر ويسأل الله أن يوفقه لإتمام ما بدأ به من طلب العلم.

وإذا كان الشيخ في وقته يقول مثل هذا الكلام فكيف به لو رأى وقتنا.

<<  <  ج: ص:  >  >>