للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

= الجماهير والجم الغفير يرون أنه لا يغسل. ويستدلون بحديث جابر في البخاري أنه لم يغسل شهداء أحد.

= والقول الثاني: ينسب إلى الحسن البصري وسعيد بن المسيب. أنههم يرون أنه يغسل إكراماً للشهيد وهو تعليل في مقابلة النص.

والصواب إن شاء الله مع الجماهير.

ثم قال رحمه الله:

إلاّ أن يكون جنباً.

وحينئذ عند الحنابلة يشرع أن يغسل الجنب.

ويستدلون بأن حنظلة رضي الله عنه خرج لما سمع الداعي مقاتلاً في سبيل الله ثم قتل فرأى النبي صلى الله عليه وسلم أن الملائكة يغسلونه بين السماء والأرض فقال: ما شأنه اسألوا زوجه. فلما سألوها قالت: خرج جنباً.

فاستدلوا بذلك على أنه يغسل إذا كان عليه جنابه.

= وذهب الجماهير - مخالفين للحنابلة - إلى أن الشهيد لا يغسل ولو كان جنباً.

واستدلوا على ذلك:

- بعموم حديث جابر.

والجواب عن حديث حنظلة. أنه ليس فيه تغسيل لأن الصحابة لم يغسلوا حنظلة وإنما الذين غسلوه الملائكة فنحن نقول إذا غسلته الملائكة فهنيئاً له ولكن نحن لا نغسل الشهيد ولو كان جنباً.

• قال رحمه الله:

ويدفن بدمه في ثيابه.

يعني أن الميت الذي قتل في سبيل الله يدفن في ثيابه وهذا بلا خلاف بين أهل العلم.

- لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (وادفنوه في ثيابهم). هذا الحديث حسنه بعض المتأخرين والصواب أنه ضعيف.

لكن يشهد له الحال فإن له شواهد كثيرة تقويه إن شاء الله ولا نقول أنه حسن لكن مع الإجماع الذي في المسألة يصلح للاستدلال.

• ثم قال رحمه الله:

بعد نزع السلاح والجلود عنه.

- لأن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بنزع الحديد والجلود عن أهل بدر. وهذا الحديث هو نفسه الحديث السابق حسنه بعض المتأخرين وإسناده فيه ضعف لكن تقويه المعاني العامة والظواهر لأن الشهيد لا يستفيد من دفنه بسلاحه وعتاده وجلده.

بقي أن نقول: من هو الشهيد؟ لم نعرف الشهيد.

الشهيد هو: من قتل في سبيل الله أي: لتكون كلمة الله العليا. على أن يقتل أثناء الحرب مع الكفار.

فإن قتل بعد ذلك سيأتينا نص المؤلف على حكمه لكن نقول الآن أن الشهيد المقصود به هنا: هو من قتل في المعركة أثناء القتال لتكون كلمة الله هي العليا.

ثم قال رحمه الله:

وإن سلبها كفن بغيرها.

<<  <  ج: ص:  >  >>