الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين.
انتهى المؤلف رحمه الله من الكلام عن خمسة من الذين يستحقون الزكاة بنص كتاب الله وانتقل إلى السادس:
• فقال - رحمه الله -:
[باب أهل الزكاة]
(٦) السادس: الغارم لإصلاح ذات البين.
قوله:(الغارم). الغارم يقصد به هنا المدين.
والغارم الذي يستحق الزكاة ينقسم إلى قسمين - ذكرهما المؤلف:
- - القسم الأول: هو الغارم لإصلاح ذات البين.
وتعريفه هو: من يتحمل في ذمته مالاً لإصلاح الخصومة التي تقع بين فئتين في مال أو دم.
فهذا الرجل الذي يتحمل هذا المال في ذمته للإصلاح بين المتخاصمين يستحق أن يعطى من الزكاة.
والدليل على هذا من وجهين:
- الوجه الأول: عموم الآية فإن هذا الرجل يصدق عليه أنه غارم.
- الوجه الثاني: ما ثبت في الصحيح أن فبيصة - رضي الله عنه - تحمل حمالة بين فئتين متخاصمتين ثم جاء إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - وطلب أن يساعده فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: (أمكث عندنا فإن الصدقة تأتي ونعطيك). ثم قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: (إن المسألة لا تحل إلا لثلاثة:) ثم قال في تعريف الأول: (إلا لثلاثة: من تحمل حمالة فيسأل حتى يقضيها).