للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قرقب: قوله في باب السلم من المهذب: لا يجوز السلم في ثوب عمل فيه من غير غزله كالقرقوبي، هو بقاف مفتوحة ثم راء ساكنة ثم قاف مضمومة ثم واو ساكنة ثم باء موحدة مكسورة ثم ياء النسب، هكذا ضبطه بعض الأئمة الفضلاء المصنفين في ألفاظ المهذب، وقال: كذا تقوله العامة، وإنما هو قرقبى بضم القافين من غير واو، ورأيت بعض الفضلاء يقول بضم القاف الأولى مع إثبات الواو، والواو ثابتة في النسخ، وقد فسره المصنف.

قرن: في الحديث: “إن الشمس تطلع ومعها قرن شيطان” ذكره في الساعات التي نهى عن الصلاة فيها من الوسيط، وهو حديث صحيح رواه البخاري ومسلم في صحيحيهما من رواية ابن عمر رضي الله تعالى عنهما: أن النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال: “لا تتحروا بصلاتكم طلوع الشمس ولا غروبها فإنها تطلع بقرني شيطان” وأما الرواية التي وقعت في الوسيط فهي مرسلة، واختلف العلماء في المراد بقرن الشيطان على أقوال كثيرة. قال الهروي: قيل: قرناه ناحيتا رأسه، قال: وقال الحربي: هذا مثل معناه حينئذ يتحرك الشيطان ويتسلط. وقيل: معنى القرن القوة أي: تطلع حين قوة الشيطان، وقال غير الهروي: قرنه أمته وشيعته، والراجح عند جماعة من المحققين كونه على ظاهره، وهو أن المراد جانبا رأسه ومعناه: أنه يدنى رأسه إلى الشمس في هذه الأوقات ليصير الساجد لها كالساجد له، والله تعالى أعلم.

وفي الحديث الآخر: “خيركم قرني” مذكور في باب الشهادات من المهذب اختلف أيضًا فيه على أقوال كثيرة. قال الهروي: القرن كل طبقة مقترنين في وقت، ومنه: قيل لأهل كل مدة أو طبقة بعث فيها نبي. قلت: السنون أو كثرت قرن. ومنه الحديث: “خيركم قرني - يعني أصحابي - ثم الذين يلونهم” يعني التابعين بإحسان، واشتقاقه من الاقتران. وقيل: القرن ثمانون سنة. وقيل: أربعون. وقيل: مائة. وقال ابن الأعرابي: القرن الوقت. وقال غيره: قيل للزمان قرن لأنه يقرن أمه بأمة وعالما بعالم، وهو مصدر قرنت جعل اسم للوقت أو لأهله، هذا آخر كلام الهروي.

وقال غيره: قوله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: “خيركم قرني” المراد منه الصحابة. وقيل: جميع من كان حيًا على عهد رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -. وحكى الحربي فيه أقوالا، ثم قال: وليس في هذا شيء واضح، ورأى أن القرن كل أمة هلكت فلم يبق منها أحد، والله تعالى أعلم. وقرن الموضع

<<  <  ج: ص:  >  >>