قال الأزهري: وعلى هذا التفسير قول من شاهدت من العرب لا يكون القعود إلا البكر الذكر، وجمعه قعدان والقعادين جمع الجمع، قال: ولم نسمع قعودة بالهاء لغير الليث. وأخبرني المنذري: أنه قرأ بخط أبي الهيثم ذكر الكسائى: أنه سمع من يقول قعودة للقلوص وللذكر قعود. قال الأزهري: وهذا عند الكسائى من نادر الكلام الذي سمعه من بعضهم، وكلام أكثر العرب على غيره. قال ابن السكيت: ما يقعدني عن ذلك الأمر إلا شغل أي ما حبسني. قال ابن الأعرابي: القعد الشراة الذين يحكمون ولا يحاربون. قال الأزهري: هو جمع قاعد كحارس وحرس وخادم وخدم، والقعدي من الخوارج الذي يرى رأي القعد الذين يرون التحكيم حقًا، غير أنهم قعدوا عن الخروج على الناس، هذا آخر كلام الأزهري.
قعر: قال صاحب المحكم: قعر كل شيء أقصاه، وجمعه قعور، ونهر قعير بعيد القعر، وكذلك بئر قعيرة وقعير وقد قعرت قعارة وقصعة قعيرة كذلك، وقعر البئر يقعرها قعرًا انتهى إلى قعرها، وكذا الإٌناء إذا شربت جميع ما فيه حتى تنتهى إلى قعره، وقعر الثريدة أكلها من قعرها، وأقعر البئر جعل لها قعرا. وقال ابن الأعرابي: قعر البئر يقعرها عمقها وقعر الحفر كذلك، ورجل بعيد القعر أي الغور، وقعر الفم داخله، وقعر في كلامه وتقعر تشدق، وتكلم بأقصى قعر فمه، ورجل قيعر وقيعار متقعر في كلامه، وإناء قعران في قعره شيء، وقصعة قعرى وقعرة فيها ما يغطي قعرها، واسم ذلك الشيء القعرة، والقعرة وقعب مقعار واسع بعيد القعر، والمقعر الذي يبلغ قعر الشيء، وامرأة قعرة وقعيرة بعيدة الشهوة. وقيل: هي التي تجد الغلمة في قعر فرجها، وضربه فقعره أي: صرعه، وقعر النخلة والشجرة قطعها من أصلها فسقطت وانقعرت. وقيل: كل ما انصرع فقد انقعر وتقعر، هذا آخر كلام صاحب المحكم.
وقال الأزهري: قعر الرجل بالتشديد إذا روى فنظر فيما يغمض من الرأي حتى يستخرجه. وقال ابن الأعرابي: القعر بفتحتين العقل التام، ويقال: ما خرج من أهل هذا القعر أحد مثله، كقولك من أهل هذا الغائط مثل البصرة والكوفة.
قعل: قال أهل اللغة: القعال ما تناثر عن نور العنب وشبهه من كمامه، واحدته قعالة، وأقعل النور انشقت عنه قعالته، والاقتعال تنحية القعال، والقاعلة