للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أو غلط فتركته.

قال أبو الوليد الأزرقي: الاخشبان بمكة هما الجبلان أحدهما أبو قبيس وهو الجبل المشرف على الصفا إلى السويد إلى الخندمة، وكان يسمى في الجاهلية الأمين لأن الحجر الأسود كان مستودعا فيه عام الطوفان. قال الأزرقي: وبلغني عن بعض أهل العلم من أهل مكة أنه قال: إنما سمي أبا قبيس لأن رجلا كان يقال له أبو قبيس بني فيه فلما صعد فيه بالبناء سمى الجبل أبا قبيس، ويقال كان الرجل من إياد، قال: ويقال اقتبس منه الحجر الأسود فسمي أبا قبيس، والقول الأول أشهرهما عند أهل مكة. قال مجاهد: أول جبل وضعه الله تعالى على الأرض حين مادت أبو قبيس. وأما الأخشب الآخر فهو الجبل الذي يقال له الأحمر وكان يسمى في الجاهلية الأعرف، وهو الجبل المشرف على قعيقعان وعلى دور عبد الله بن الزبير.

القدس: بضم القاف هو بيت المقدس زاده الله تعالى شرفا، يقال بفتح الميم وإسكان القاف وكسر الدال، ويقال بضم الميم وفتح القاف وفتح الدال المشددة لغتان مشهورتان. قال الجوهري في صحاحه بيت المقدس يشدد ويخفف والنسبة إليه مقدسي مثال مجلسي ومقدسي، قال امرؤ القيس:

كما شبرق الولدان ثوب المقدسي

يعني يهوديا والقدس، والقدس: الطهر إسم ومصدر، ومنه قيل للجنة حظيرة القدس، والتقديس التطهير، والأرض المقدسة المطهرة، هذا كلام الجوهري. وقال الواحدي في أول سورة البقرة: البيت المقدس يعني بالتخفيف المطهر. قال: وقال أبو علي: وأما بيت المقدس يعني بالتخفيف فلا يخلو إما أن يكون مصدرا أو مكانا، فإن كان مصدرًا كان كقوله تعالى: {إليه مرجعكم} ونحوه من المصادر، وإن كان مكانا فالمعنى بيت المكان الذي جعل فيه الطهارة أو بيت مكان الطهارة، وتطهيره على معنى إخلائه من الأصنام وإبعاده منها، انتهى قول أبي علي.

وقال الزجاج: البيت المقدس أي المكان المطهر، وبيت المقدس أي: المكان الذي يطهر فيه من الذنوب، هذا ما ذكره الواحدي. وقال غيره: البيت المقدس وبيت المقدس لغتان الأولى على الصفة، والثانية على إضافة الموصوف إلى صفته كصلاة الأولى ومسجد الجامع.

قرن: ميقات أهل نجد، ويقال له قرن المنازل بفتح الميم، وقرن الثعالب كذا قاله صاحب المطالع وغيره، وكذلك

<<  <  ج: ص:  >  >>