جهة المدينة والشام. قال الحازمي: قال الواقدي: بين مكة ومر خمسة أميال. وقال صاحب المطالع: بينهما يريد يعني أربعة أميال. قال: وقال ابن وضاح: بينهما أحد وعشرون ميلا. وقيل: ستة عشر ميلا. قلت: من قال خمسة أو أربعة أميال أو نحوها فهو غلط وإنكار للحس، بل الصواب أحد القولين الآخرين، والله تعالى أعلم. وقوله: “أقصر إلى مر” يعني إذا سافرت من مكة إلى مر.
المروة: بفتح الميم بينتها في حرف الصاد مع الصفا.
المزدلفة: فيها مسجد. قال الأزرقي والماوردي في الأحكام السلطانية وغيره من أصحابنا: المزدلفة ما بين وادي محسر ومأزمي عرفة، وليس الحران منها، وتسمى جمعا بفتح الجيم وإسكان الميم لاجتماع الناس بها، وسميت المزدلفة لازدلاف الناس إليها أي: اقترابهم. وقيل: لاجتماع الناس بها. وقيل: لاجتماع آدم وحواء. وقيل: لمجيء الناس إليها في زلف من الليل أي: ساعات. قال الأزرقي: في ذرع مسجدها تسع وخمسون ذراعا وشبر في مثله.
المسجد الأقصى: هو بيت المقدس باتفاق العلماء، وكذا نقل الاتفاق عليه الواحدي قالوا كلهم: وسمي الأقصى لبعد ما بينه وبين المسجد الحرام.
المسجد الحرام: زاده الله تعالى فضلا وشرفا. قال الأزرقي: في ذرع المسجد الحرام مكسرا مائة ألف ذراع وعشرون ألف ذراع، وذرعه طولا من باب بني جمح إلى باب بني هاشم الذي عنده العلم الأخضر مقابل دار العباس ابن عبد المطلب أربعمائة ذراع وأربعة أذرع مع جدرانه ثم يمر في بطن الحجر لاصقا بوجه الكعبة، وعرضه من باب دار الندوة إلى الجدار الذي يلي الوادي عند باب الصفا لاصقا بوجه الكعبة ثلاثمائة ذراع وأربعة أذرع.
قال الأزرقي: وأما عدد أساطين المسجد الحرام فمن شقه الشرقي مائة وثلاث أسطوانات، ومن شقه الغربي مائة أسطوانه وخمس أسطواناتن ومن شقه الشامي مائة وخمس وثلاثون أسطوانه، ومن شقه اليماني مائة واحد وأربعون أسطوانه، طول كل أسطوانه عشرة أذرع، وتدويرها ثلاثة أذرع، وبعضها يزيد على بعض في الطول، والغلظ من هذه الأساطين على الأبواب عشرون أسطوانه منها: على الأبواب التي بلي الوادي والصفا عشر، وعلى التي تلي باب بني جمح