للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مؤنثة، ونعل السيف الحديدة التي تعمل في أسفله وهي أيضا مؤنثة. وقال أبو حاتم السجستاني في كتابه المذكر والمؤنث: النعل مؤنثة، قال: وكذلك نعل السيف والدابة والنعل من الأرض، ويقال: انعلت الدابة هذه اللغة الفصيحة، ويقال على لغة نعلت بلا ألف. وقوله في باب النذر من التنبيه: وغمس نعله في دمه يعني النعل الذي كان الهدي مقلدًا به فالضمير في نعله يعود إلى الهدي، وهذا النعل هو الذي تقدم في قوله حذب العرب ونحوها. وقوله في باب الحجر من المهذب في فصل الحجر على السفيه: أن عبد الله بن جعفر رضي الله تعالى عنهما: ابتاع أرضا بستين ألفا، فقال عثمان رضي الله تعالى عنه: ما يسرني أن تكون لي بنعلي، المراد به هذه النعل المعروفة التي تلبس، ومعناه المبالغة في غبنه في صفقته.

نفس: النفس تطلق على أشياء منها نفس الحيوان وذات الشيء والدم والآدمي، ومنه قوله تعالى: {النَّفْسَ بِالنَّفْسِ} (المائدة: من الآية٤٥) وأما قولهم: “وما ليس له نفس سائله” فالمراد: بالنفس الدم، ومنه قول الشاعر:

وليست على غير السيوف تسيل

تسيل على حد السيوف نفوسنا

ويجوز في إعراب سائلة ثلاثة أوجه: الرفع والنصب مع تنوينهما، والفتح بلا تنوين، وهذا الحيوان الذي ليست له نفس سائلة كالذبابة والزنبور والنحلة والنملة والقمل والبراغيث والخنفساء والعقرب والصراصر وبنات وردان وحمار قبان ونحوها، وكذا سام أبرص على الأصح. وقيل له نفس سائلة وأما الحية فالأصح أن لها نفسا سائلة. والثاني: لا، والضفدع لها نفس سائلة على المشهور وهو المذهب. وقيل: فيهما وجهان: ثانيهما ليس لها نفس سائلة ثم هذا الحيوان لا ينجس ما مات فيه على المذهب، وفي قول ينجسه وسواء الماء الناقص عن القلتين وسائر المائعات وإن كثرت. وهذا الخلاف في نجاسة الماء والمائع، وأما الحيوان فنجس نفسه قولا واحدا. وقيل في نجاسته قولان: كتنجيسه، وهذا في الحيوان الأجنبي وفي المتولد من نفس الشيء كدود الخل والجبن والفاكهة والباقلاء، فلا ينجسه قولا واحدا، فإذا خرج منه ثم أعيد فيه أو وضع في غيره صار كالأجنبي، وأما النفاس فهو الدم الخارج بسبب الولادة، وفي حقيقته خمسة أوجه: قال أهل اللغة: يقال نفست المرأة إذا ولدت بكسر الفاء، وفي النون لغتان: أشهرهما ضمها الثاني فتحها، ويقال في الحيض

<<  <  ج: ص:  >  >>