الفتح، وهكذا ضبطناه عن مشايخنا في مسلم وفي المستخرج عليه لأبي نعيم، ومعناه من خلف حجاب.
ومثله حديث معقل: أنه حدث ابن زياد بحديث فقال: “إنني سمعته من رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أو من وراء وراء” أي: ممن جاء خلفه وبعده، هكذا شرح معناه الأئمة المحققون. وقال ابن الأثير: وروي مبنيا على الفتح ثم شرحه، فقال: من وراء حجاب وهاتان الكلمتان أوردهما ابن دحية مفتوحتين فرد عليه سنان، وقال: لا يجوز فيهما إلا البناء على الضم كقبل وبعد إذا قطعتا عن الإضافة بنيتا على الضم، ومنع ابن دحية الضم. وقال أبو البقاء: الصواب “وراء وراء” لأن تقديره من وراء ذلك أو من وراء شيء آخر، فإن صح الفتح قبل.
قلت: صح الفتح والحمد لله لأن سماع الأئمة وتنبيههم على الفتح أقوى دليل على أنه ما روي بالضم، فحق أبي البقاء أن يقول: إن صح الضم، ولا يقول إن صح الفتح وتوجيهه أعني الفتح: أن تكون الكلمة مؤكدة كشذر مذر وشغر مغر وسقطوا بين بين، وورد في حديث معاذة الأسدي: “اللهم اجعل قوت فلان يوم يوم” ركبهما وبناهما على الفتح نحو لقيته صباح مساء، وإن ورد منصوبا منونا جاز جوازا جيدا، وأما بناء قبل وبعد على الفتح فضعيف عند البصريين، وإن حكاه الكوفيون فلا يجوز في القرآن العزيز لعدم فصاحته، ولا في حديث رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -.
وزع: قال الجوهري: وزعته كففته أزعه وزعا فاتزع أي: كف، والأوزاع الجماعات، والتوزيع القسمة والتفريق، وتوزعوه تقسموه، واستوزعت الله تعالى شكره، فأوزعني أي: استلهمته فألهمني. وقوله في كتاب الرهن: “فيما إذا رهن الجارية الحسناء إن كان مما تزعه الحشمة” هو بفتح التاء والزاي المخففتين أي: يكفه الحياء ويمنعه.
وسق: قوله: “خمسة أوسق” هي جمع وسق بفتح الواو وكسرها. قال الهروي: كل شيء حملته فقد وسقته، قال: وقال غيره: الوسق ضمك الشيء إلى الشيء بعضه إلى بعض. قال صاحب المحكم: جمع الوسق والوسق أوسق ووسوق، ويقال بكسر الواو وجمعه أوساق، قال: والأول أكثر وأشهر.