للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تصرفه عنها، ويجعل منافعها لوجه من وجوه الخير تقربا إلى الله تعالى. قال صاحب التتمة: حقيقة الوقف تحبيس مال يمكن الانتفاع به مع بقاء عينه يقطع تصرف الواقف وغيره عن رقبته وتصرف منافعه، وفوائده إلى وجوه البر يقصد به التقرب إلى الله تعالى، قال: وسمي وقفا لأن عين المال موقوفة، ويسمى حبسا لأن عين المال تصير محبوسة على تلك الجهة بعينها. قال أصحابنا: العطايا أقسام الوقف والهدية والهبة والعمري والرقبى والمنحة والعارية وصدقة التطوع والوصية والاقطاع، وقد ذكرنا حد الوقف، وسيأتي حد الهبة والهدية والصدقة في فصل وهب إن شاء الله تعالى.

وقى: الآوقية: بضم الهمزة على المشهور وفيها لغة قليلة الاستعمال، وقية بحذف الألف، وقد ثبتت هذه اللغة القليلة في صحيح البخاري من كلام رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - من روايات ذكرها في باب إذا اشترط البائع ظهر الدابة إلى مكان مسمى، جاز من حديث جابر في بيعة الجمل، وذكرها مسلم فيه، وجاءت بها أحاديث صحيحة أخرى.

وكد: قال أهل اللغة: يقال وكدت الأمر والعقد والعهد واليمين والسرج وغير ذلك، أوكده توكيدا وأكدته تأكيدا. قال الجوهري: والواو أفصح، قال: وكذلك أوكده وأكده إيكادا فيهما أي: شده وأتقنه، وتأكد الأمر وتوكد أي: استوثق.

وكل: الوكيل معروف، ويقال منه وكله توكيلا والاسم الوكالة، والوكالة بفتح الواو وكسرها لغتان فصيحتان، ذكرهما ابن السكيت وغيره. والتوكل الاعتماد، يقال توكلت على الله تعالى أو على فلان توكلا أي: اعتمدت عليه، والاسم التكلان بضم التاء وإسكان الكاف، وهذا الأمر موكول إلى فلان ووكلت الأمر إليه وكلا ووكولا إذا فوضته إليه وجعلته نائبا. قال الجوهري: ويقال واكلت فلانا مواكلة إذا اتكلت عليه واتكل عليك. وقوله في الخطبة: حسبي الله ونعم الوكيل، قيل: الوكيل في صفته سبحانه وتعالى بمعنى: الموكول إليه. وقيل: الموكول إليه بتدبير خلقه بمصالح خلقه. وقيل: الحافظ.

ولد: قال الجوهري: الولد يكون واحدا وجمعا، وكذلك الولد يعني بضم الواو وإسكان اللام، والولد بكسر الواو لغة في الولد، والوليد الصبي والعبد، والجمع

<<  <  ج: ص:  >  >>