للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حصر عثمان، وكان لموضع الدمع من خدى ابن عباس أثر لكثرة بكائه، واستعمله على، رضى الله عنه، على البصرة، ثم فارقها قبل قتل على، وعاد إلى الحجاز.

وقال عبيد الله بن عبد الله بن عتبة: ما رأيت أحدًا أعلم من ابن عباس بما سبقه من حديث رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، وبقضاء أبى بكر، وعمر، وعثمان، رضى الله عنهم، ولا أفقه منه، ولا أعلم بتفسير القرآن وبالعربية والشعر والحساب والفرائض، وكان يجلس يومًا للفقه، ويومًا للتأويل، ويومًا للمغازى، ويومًا للشعر، ويومًا لأيام العرب، وما رأيت عالمًا قط جلس إليه إلا خضع له، ولا سائلاً سأله إلا وجد عنده علمًا.

وثبت فى صحيح البخارى أن النبى - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ضم ابن عباس إلى صدره، وقال: “اللهم علمه الكتاب”، وفى رواية للبخارى: “علمه الحكمة”، وفى رواية لمسلم: “اللهم فقهه”، ومناقبه كثيرة مشهورة، رضى الله عنه.

٣١٣ - عبد الله بن عبد الله بن أبى بن مالك بن الحارث بن عبيد بن مالك بن سالم ابن غنم بن عوف بن الخزرج الأنصارى الخزرجى الصحابى:

وأبوه هو عبد الله بن أُبىّ بن سلول المنافق، تقدم ذكره فى ترجمته، وكان عبد الله بن عبد الله هذا من فضلاء الصحابة وساداتهم، وكان اسمه الحباب، وبه كان أبوه يكنى، فلما أسلم سماه رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عبد الله، وشهد بدرًا، وأُحُدًا، والمشاهد كلها مع رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، واستأذن النبى - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فى قتل أبيه على نفاقه فنهاه، واستشهد عبد الله بن عبد الله يوم اليمامة فى خلافة أبى بكر، رضى الله عنه، سنة ثنتى عشرة.

٣١٤ - عبد الله بن عبد الله بن عمر بن الخطاب (١) :

مذكور فى المختصر فى مسألة القلتين، هو أبو عبد الرحمن القريشى العدوى المدنى التابعى. سمع أباه، وأوصى إليه أبوه. روى عنه القاسم بن محمد، ونافع مولى ابن عمر، والزهرى، وعبد الرحمن بن القاسم، وعبد الله بن أبى سلمة الماجشون، ومحمد بن عبادة ابن جعفر، ومحمد بن جعفر بن الزبير، وآخرون. قال وكيع وأبو زرعة: ثقة. روى له البخارى ومسلم. قال


(١) التاريخ الكبير للبخارى ٥/ ٣٧٥، الجرح والتعديل ٥/ ٤٢١، تاريخ بغداد ١٠/٤- ٥، تاريخ الإسلام ٤/٢٦٨، تهذيب التهذيب لابن حجر ٥/٢٨٦، ٢٨٧.تقريب التهذيب (٣٤١٧) ، وقال: “ثقة من الثالثة مات سنة خمس ومائة خ م د ت س.

<<  <  ج: ص:  >  >>