للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الأوزاعى فى نفسه، فقد جمع العبادة والورع والقول بالحق.

وعن عبد الرحمن بن مهدى، قال: الأئمة فى الحديث أربعة: الأوزاعى، ومالك، وسفيان الثورى، وحماد بن زيد. وقال أبو حاتم: الأوزاعى إمام متبع لما سمع. وعن سفيان الثورى: أنه لما بلغه مقدم الأوزاعى، فخرج حتى لقيه بذى طوى، فحلَّ سفيان رأس البعير عن القطار ووضعه على رقبته، وكان إذا مر بجماعة قال: الطريق للشيخ. وذكر الشيخ أبو إسحاق الشيرازى فى الطبقات أن الأوزاعى سُئل عن الفقه، يعنى استفتى، وله ثلاث عشرة سنة.

وأقوال السلف فى أحواله كثيرة، وكان مولده ببعلبك، ومات فى حمام بيروت، دخل الحمام فذهب الحمامى فى حاجته وأغلق عليه الباب، ثم جاء ففتح الباب فوجده ميتًا متوسدًا يمينه مستقبل القبلة، رضى الله عنه.

٣٥٦ - عبد الرحمن بن عمر بن الخطاب:

يقال له: عبد الرحمن الأكبر، وهو صحابى، ذكره ابن منده، وابن عبد البر، وابو نعيم الأصبهانى، وغيرهم فى الصحابة، وهو أخو عبد الله وحفصة لأمهم زينب بنت مظعون، أدرك عبد الرحمن النبى - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ولم يحفظ عنه شيئًا. قالوا: وعبد الرحمن بن عمر الأوسط هو أبو شحمة الذى ضربه عمرو بن العاص بمصر فى الخمر، ثم حمله إلى المدينة فضربه أبوه عمر بن الخطاب تأديبًا، ثم مرض فمات بعد شهر، هكذا رواه معمر، عن الزهرى، عن سالم، عن أبيه.

وأما ما يزعمه بعض أهل العراق أنه مات تحت السياط فغلط، وعبد الرحمن بن عمر الأصغر هو أبو المجبر، والمجبر اسمه أيضًا عبد الرحمن بن عمر. قال ابن عبد البر: وإنما قيل له: المجبر؛ لأنه وقع وهو غلام فتكسر، فحمل إلى عمته حفصة أم المؤمنين، فقيل: انظرى إلى ابن أخيط المكسر، فقالت: ليس بالمكسر، ولكنه المجبر.

٣٥٧ - عبد الرحمن بن عوف الصحابى، رضى الله عنه (١) :

متكرر فى هذه الكتب. هو أبو محمد بن عوف بن عبد عوف بن الحارث بن زهرة ابن كلاب بن مرة القرشى الزهرى المدنى، كان اسمه فى الجاهلية عبد عمرو، وقيل: عبد الكعبة، فسماه رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عبد الرحمن. وأمه الشفاء بنت عبد عوف بن عبد الحارث بن زهرة.


(١) الطبقات الكبرى لابن سعد (٢/٣٤٠، ٣/١٢٤) ، والتاريخ الكبير للبخارى (٥/التجمة ٧٩٠) ، والجرح والتعديل (٥/١١٧٩) ، والاستيعاب (٢/٨٤٤) ، وأسد الغابة (٣/٣١٣) ، وسير أعلام النبلاء (١/٦٨) ، وتهذيب التهذيب لابن حجر (٦/٢٤٤ - ٢٤٦) ، والإصابة (٢/٥١٧٩) . تقريب التهذيب (٣٩٧٣) ، وقال: “أحد العشرة أسلم قديما ومناقبه شهيرة مات سنة اثنتين وثلاثين وقيل غير ذلك ع”. .

<<  <  ج: ص:  >  >>