قال الخطيب: قال أبو حامد: ولدت سنة أربع وأربعين وثلاثمائة، وقدمت بغداد سنة أربع وستين وثلاثمائة، ودرس الفقه من سنة سبعين وثلاثمائة إلى أن مات. قال الخطيب: حدثنى الحسن بن أبى طالب، قال: أنشدنى أبو حامد بن أبى طاهر الإسفراينى، قال: كتب إلىَّ قاضى ترمذ:
لا يغلون عليك الحمد فى ثمن
الحمد يبقى على الأيام ما بقيت
فليس حمد وإن أثمنت بالغالى
والدهر يذهب بالأحوال والمال
قال الخطيب: حدثنى محمد بن أحمد بن رزق الأسدى، قال: سمعت أبا الحسين القدورى يقول: ما رأيت فى الشافعيين أفقه من أبى حامد. قال الخطيب: وحدثنى أبو إسحاق إبراهيم بن على الشيرازى، يعنى صاحب التنبيه، قال: سألت القاضى أبا عبد الله الصيمرى: مَن أنظر مَن رأيت مِن الفقهاء؟ فقال: أبو حامد الأسفراينى.
قال الخطيب: أنشدنى أبو إسحاق إبراهيم بن على الشيرازى، قال: أنشدنى أبو الفرج الدارمى لنفسه فى أبى حامد الأسفراينى وقد عاده:
مرضت فارتحت إلى عائد
ذاك الإمام ابن أبى طاهر
فعادنى العالم فى واحد
أحمد ذو الفضل أبو حامد
ثم لقيت أبا الفرج الدارمى بدمشق فأنشدنيهما. قال الخطيب: توفى أبو حامد ليلة السبت لإحدى عشرة ليلة بقيت من شهر شوال سنة ست وأربعمائة، ودفن من الغد، وصليت على جنازته فى الصحراء، وكان يومًا مشهورًا بكثرة الناس، وعظم الحزن، وشديد البكار، ودفن فى داره إلى أن نقل منها، ودفن بباب حرب سنة عشر وأربعمائة، هذا آخر كلام الخطيب.
وقال الشيخ أبو إسحاق فى الطبقات: انتهت إلى الشيخ أبى حامد الإسفراينى رياسة الدين والدنيا ببغداد، وعلق عنه تعليق فى شرح المزنى، وعلق عنه أصول الفقه، وطبق الأرض بأصحابه، وجمع مجلسه ثلاثمائة متفقه، واتفق الموافق والمخالف على تقديمه وتفضيله فى جودة الفقه، وحُسن النظر، ونظافة العلم.