أما إسناد الشافعى فقد رواه الإمام البيهقى فى كتابه معرفة السنن والآثار: عن الربيع، قال: حدثنا الشافعى، حدثنا عبد الوهاب الثقفى، عن أيوب بن أبى تميمة، عن محمد بن سيرين، عن مسلم بن يسار، ورجل آخر، عن عبادة بن الصامت، رضى الله عنه. وهذا الإسناد ذكره الشافعى فى مختصر المزنى.
قال البيهقى، رحمه الله: الرجل الآخر هو عبد الله بن عبيد الله. قال سلمة بن علقمة، عن محمد بن سيرين، رضى الله عنهما. قال البيهقى: وزعموا أن مسلم بن يسار لم يسمعه من عبادة نفسه، إنما سمعه من أبى الأشعث الصنعانى، عن عبادة، كذلك ذكره قتادة، عن أبى الجليل، عن مسلم المكى، عن أبى الأشعث، عن عبادة. قال: والحديث من هذا الوجه مخرج فى كتاب مسلم.
قلت: أيوب بن أبى تميمة، بتاء مثناة من تحت، وهو أيوب السختيانى، بفتح السين، إمام مشهور، تابعى جليل، بصرى، وأبوه أبو تميمة اسمه كيسان، وكنية أيوب أبو بكر. مات سنة إحدى وثلاثين ومائة، هذا قول الأكثرين.
وقال أبو عمر بن عبد البر فى كتابه التمهيد: توفى أيوب، رحمه الله، سنة اثنتين وثلاثين ومائة بطريق مكة راجعًا إلى البصرة فى طاعون الجارف، لا أعلم فى ذلك خلافًا.
١٠٤٧ - قوله فى أول كتاب الطلاق من المهذب، لما روى الشافعى، رحمه الله، أن مكاتبًا لأم سلمة طلق امرأته، اسن هذا المكاتب نبهان، بفتح النون وإسكان الباء الموحدة، كنيته أبو يحيى.
١٠٤٨ - قوله فى زكاة الفطر من المهذب، وأما حديث أبى سعيد، فقد قال أبو داود: روى سفيان الدقيق، ووهم فيه، ثم رجع عنه. المراد بأبى داود صاحب السنن، هو أبو داود سليمان بن الأشعث السجستانى، وقد تقدم فى ترجمته فى الكنى، وأما سفيان فهو ابن عيينة، وقد غلط بعض الفضلاء المصنفين فى ألفاظ المهذب غلطًا فاحشًا، فقال: أراد سفيان الثورى، وهذا خطأ لا شك فيه.
١٠٤٩ - قولهما فى باب الجعالة فى حديث أبى سعيد الخدرى، رضى الله عنه، أن ناسًا من أصحاب النبى - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أتوا حيًا من أحياء العرب، فلدغ سيد الحى، فرقاه رجل من أصحابه، وهذا الرجل هو أبو سعيد، راوى الحديث، وحديثه مخرج فى الصحيح،