تمام نسبها إن شاء الله تعالى، كانت حمنة تحت مصعب بن عمير، رضى الله عنه، فاستشهد عنها يوم أُحُد، فتزوجها طلحة ابن عبيد الله، وكانت مستحاضة، واختلف العلماء هل كانت مستحاضة مبتدأة أم معتادة، والخلاف مشهور فى كتب أصحابنا فى المذهب وفى كتب غيرهم، واختار الخطابى وجماعات من أصحابنا أنها كانت مبتدأة، واختار الإمام الشافعى، رحمه الله تعالى، فى الأم أنها كانت معتادة، وقد أوضحت هذا كله فى شرح المهذب.
١١٥٨ - حواء أم البشر، عليها السلام:
مذكورة فى آخر باب ميراث العصية من المهذب، هى بالمد. قال أقضى القضاة الماوردى فى تفسيره: اختلف العلماء فى الوقت الذى خلقت فيه حواء على قولين، أحدهما قاله ابن عباس، وابن مسعود، رضى الله عنهما، دخل آدم، عليه السلام، الجنة وحده، فلما استوحش خلقت له حواء فى الجنة من ضلعه. والثانى قاله ابن إسحاق أنها خلقت من ضلعه قبل دخوله الجنة، ثم أدخلا جميعًا إلى الجنة.
وفى تاريخ دمشق لابن عساكر الحافظ أبى القاسم أن حواء سكنت ببيت لهيا، قرية معروفة من غوطة دمشق. وفيه بإسناده عن ابن عباس، قال: سميت حواء لأنها أم كل شىء حى. وفيه أن حواء أهبطت من الجنة بجدة. وفيه عن عثمان بن الساج، قال: بلغنى أن حواء ولدت لآدم أربعين ولدًا فى عشرين بطنًا، وكانت تلد غلامًا وجارية.
وعن ابن إسحاق، عن الزهرى وغيره، أنهم قالوا: ولد دم فى الجنة هابيل وقابيل وأختاهما. قال ابن إسحاق: بلغنى عن غير هؤلاء أنه لم يولد لآدم فى الجنة، والله أعلم أى ذلك كان.
وعن محيريز بن عبد الله، عن ابن المسيب، قال: سمعت عمر بن الخطاب، يقول: سمعت رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يقول: “أخبرنى جبريل، عليه السلام، أن الله تعالى بعثه إلى أمنا حواء حين دميت فنادت ربها: جاء منى دم لا أعرفه، فناداها: لأُدميَنّك وذريتك، ولأجعلنه لكن كفارة وطهورًا”. قال الدارقطنى: حديث غريب.