وثبت في صحيح مسلم في كتاب “الهبة”: أن رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال لوالد النعمان بن بشير في حديث هبته له دون باقي أولاده: “أيسرك أن يكونوا إليك في البر سواء”. قال: بلى. قال: “فلا آذن”.
بني: وأما قوله في “الوسيط” و“الوجيز” في مواضع كثيرة: (ابتنت يده على يد الغاصب) ففيه وجهان يبتنيان على القولين ونحو ذلك، فيقع في غالب النسخ يبتنيان بياء مثناة تحت في أوله ثم باء موحدة ثم تاء مثناة فوق، وهكذا يقع ابتنت أوله موحدة ثم مثناة فوق ثم نون، وهذا لحن لأن الابتناء متعد كالبنا فلا يستعمل لازمًا، وصوابه: ينبنيان بمثناة تحت ثم نون ثم موحدة وكذا انبنت بنون ثم موحدة ويجوز ابتنيت بموحدة ساكنة ثم مثناة فوق مضمومة ثم نون مكسورة ثم مثناة تحت مفتوحة ثم مثناة فوق.
وقد ذكر الإمام أبو القاسم الرافعي في أوائل “كتاب الغصب” معنى ما ذكرته في الإنكار وبيان الصواب.
بها: قوله من “المهذب” في باب من يصح لعانه وكيف اللعان، وفي باب اليمين في الدعاوي: أن عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه رأى قومًا يحلفون بين البيت والمقام، فقال: لقد خشيت أن يبهأ الناس بهذا البيت، قوله: يبهأ هو بياء مثناة من تحت مفتوحة ثم باء موحدة ساكنة ثم هاء ثم همزة، ومعناه: يأنسون به فتقل حرمته عندهم، وتذهب مهابته من قلوبهم. قال أهل اللغة: يقال بهأت بالرجل وبهيت به بالفتح والكسر أبهأ بهاء وبهواء أي أنست به. قال الأصمعي: يقال: ناقة بهاء بفتح الباء وبالمد إذا كانت قد أنست بالحالب، وهو من بهأت به أي أنست. قال أبو عمرو الزاهد في “شرح الفصيح” عن الفراء يقال بهيت به وبهأت به وبسئت وبسأت كله بمعنى أنست به. قلت: ضبطه بحروفه وحركاته إلا أن بدل الهاء سين مهملة، وأما البها من الحسن فهو من بهي الرجل على وزن مهموز، فليس من هذه المادة والترجمة.
بهم: الإبهام العظمى من الأصابع وهي مؤنثة، وتذكر أيضًا، والتأنيث أكثر وأشهر، ولم يذكر الجوهري غيره. وقال ابن خروف في “شرح الجمل”: تذكيرها قليل، وجمعها أباهم على وزن أكابر.
وقال: قال الجوهري: أباهيم بزيادة ياء. والبهمة: اسم للذكر