للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومكروه في الآخر، قال: وقيل: معنى يجلب الغم أي يطيب النكهة ويزيل الخلوف، ومن قاله بالحاء فمعناه يمتص الريق ويجهد الصائم فيورث العطش.

جلو: قال الزجاج وغيره: يقال جلا القوم، وأجلوا عن ديارهم إذا رحلوا عنها.

جمر: جمار الرمي في الحج معروفة: وهي الحصى، وصفتها معروفة في هذه الكتب، وكذا كيفية الرمي، وأحكامه. وروى أبو الوليد الأزرقي عن ابن عباس وابن عمر وأبي سعيد الخدري وسعيد بن جبير رضي الله تعالى عنهم، قالوا: ما تقبل من الجمار رفع، وما لم يتقبل ترك، قال ابن عباس: وكل بها ملك.

جمع: يوم الجمعة معروف، ويقال: بضم الميم وإسكانها وفتحها، فأما الضم والإسكان فمشهورتان، وأما الفتح فغريبة حكاها الواحدي عن الفراء رحمهما الله تعالى. قال الفراء: الضم قراءة عامة القراء، والإسكان قراءة الأعمش، والفتح لغة بني عقيل، كأنهم ذهبوا بها إلى صفة اليوم؛ لأنه يجمع الناس، كما يقال: ضحكة للذي يكثر الضحك، وسمي يوم الجمعة لاجتماع الناس فيه، هذا هو الأشهر في اللغة، وجاء في الحديث عن النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: أنها سميت به لأن آدم عليه السلام جمع فيها خلقه، وقيل: لأن المخلوقات اجتمع خلقها، وفرع منها في يوم الجمعة، وجمع الجمعة جمع وجمعات، ويقال: جمع القوم بتشديد الميم يجمعون أي: شهدوا الجمعة فصلوها، وكان يوم الجمعة يسمى في الجاهلية العروبة بالألف واللام. قال الإمام أبو جعفر النحاس في كتابه صناعة الكتاب: لا يعرفه أهل اللغة إلا بالألف واللام إلا شاذا، قال: ومعناه اليوم البين المعظم من أعرب إذا بين. قال: ولم يزل يوم الجمعة معظما عند أهل كل ملة، قال: ويقال له حربة أي مرتفع عال كالحربة، قال: وقيل: من هذا اشتق المحراب، ويقال: جامع الرجل امرأته أي وطئها، وقولهم في العيد والكسوف ينادى لهما الصلاة جامعة هو بنصب الصلاة، وجامعة الصلاة على الإفراد وجامعة على الحال ويوم الجمعة.

قيل: لم يسم بالجمعة إلا في الأسلام، وقيل: سماه كعب بن لؤي، وكانت قريش تجتمع إليه فيه فيخطبهم فيه، ويذكرهم بمبعث النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ويأمرهم بالإيمان به، وممن ذكر الخلاف في الجمعة السهيلي، ويقال: جمعت الشيء المفرق وأجمعه جمعا فاجتمع، والرجل المجتمع بكسر الميم هو الذي بلغ أشده.

قال الجوهري وغيره:

<<  <  ج: ص:  >  >>