بها معروفة، تعتادها أهل الخير مأخوذة من التسبيح، والمسبحة بضم الميم وفتح السين وكسر الباء المشددة الأصبع السبابة، وهي التي تلي الإبهام سميت بذلك؛ لأن المصلي يشير بها إلى التوحيد والتنزيه لله سبحانه وتعالى عن الشرك. قال أصحابنا: وتكون إشارته عند الهمزة من قوله إلا الله في قوله أشهد أن لا إله إلا الله.
وأما صلاة التسبيح المعروفة: فسميت بذلك لكثرة التسبيح فيها على خلاف العادة في غيرها، وقد جاء فيها حديث حسن في كتاب الترمذي وغيره، وذكرها المحاملي وصاحب التتمة وغيرهما من أصحابنا، وهي سنة حسنة، وقد أوضحتها أكمل إيضاح، وسأزيدها إيضاحا في شرح المهذب مبسوطة إن شاء الله تعالى.
ومعنى سبوح قدوس: المبرأ من النقائص والشريك، وكل ما لا يليق بالإليهة، وقدوس: المطهر من كل ما لا يليق بالخالق. قال الهروي: وقيل: القدوس المبارك. قال القاضي عياض: وقيل فيه: سبوحا قدوسا أي: أسبح سبوحًا، أو أذكر أو أعظم أو أعبد، والسباحة بكسر السين العوم في الماء، يقال: سبح يسبح بفتح الباء فيهما. والله تعالى أعلم.
سبط: يقال شعر سبط بكسر الباء وفتحها، أي: مسترسل، وسبط الشعر بكسر الباء يسبط بفتحها سبطا بالفتح أيضًا، ورجل سبط الشعر، وسبط بكسر الباء وإسكانها، والساباط سقيفة بين حائطين تحتها طريق أو نحوه، والجمع سوابط وساباطات، وفي الحديث: أتى سباطة قوم فبال قائمًا، بضم السين وتخفيف الباء، وهي ملقى الكناسة والتراب، ونحوهما تكون بفناء الدار، وسباط بضم السين اسم الشهر المعروف في شهور الروم.
سبع: قوله في مختصر المزني، ويضطبع الطائف حتى يكمل سبعة، اختلفت نسخ المختصر فيه ففي بعضها سبعة بالباء الموحدة قبل العين أي: طوفاته السبعة، وفي بعضها سعية بمثناة من تحت بعد العين، وهي السعي بين الصفا والمروة.
وينبني على هذا الخلاف في لفظ اختلاف أصحابنا: في أنه يضطبع في الركعتين بعد الطواف أم لا؟ فمن قال: بالباء، قال: إذا فرغ الطواف أزال الاضطباع ثم صلى ثم أعاد الآضطباع للسعي. ومن قاله: بالمثناة، قال: يستديم الاضطباع في الطواف والصلاة والسعي، والصحيح عند الأصحاب هو الأول، وقد أوضحته في الروضة، وأرجو إيضاحه في المناسك.