قال النحاس: قال أبو إسحاق: واشتقاق المدية من المدي؛ لأنها مدى الأجل. قال ابن الأعرابي: يقال: للسكين مدية، ومَدية، ومِدية ثلاث لغات، والنصاب أصل الشيء، وأنصبت السكين جعلت له نصابا، وأقبضتها وأقربتها جعلت لها مقبضا وقرابا، وقربتها أدخلتها في القراب، وكذا غلفتها وأغلفتها، والشفرة الجانب الذي يقطع من السكين، والذي لا يقطع به يقال له كل، حكاه أبو زيد، والحديدة الذاهبة في النصاب سيلان، وحد رأس السكين الذباب، والذي يليه الظبة، وجانبت السكين غمدته مقلوبًا، هذا آخر كلام النحاس.
سلب: في الحديث: "لا تغالو في الكفن فإنه يسلب سلبًا سريعًا" فسر تفسيرين أحدهما: يبلى عاجلا، فلا فائدة في المغالاة فيه. والثاني: أن النباش يقصده إذا كان غاليًا نفيسًا فيسلبه، والسلب: اجتذاب الثوب عن الملابس.
سلم: السلام: اسم من أسماء الله تعالى، واختلف العلماء في معناه، فذكر إمام الحرمين في كتابه الإرشاد فيه ثلاثة أقوال، أحدها: معناه ذو السلاة من كل آفة ونقيصة، فيكون من أسماء التنزيه. والثاني: معناه مالك تسليم العباد من المهالك، فيرجع إلى القدرة. والثالث: معناه ذو السلام علىالمؤمنين في الجنان، فيرجع إلى الكلام القديم والقول الأزلي، هذا كلام إمام الحرمين. وقال غيره: معناه الذي سلم خلقه من ظلمه، وقيل: معناه مسلم المسلمين من العذاب، وقيل: المسلم على المصطفين، لقوله تعالى {وَسَلامٌ عَلَى عِبَادِهِ الَّذِينَ اصْطَفَى}(النمل: من الآية٥٩) أي: ذو السلام وأما السلام من الصلاة. وقوله في التشهد: السلام عليك أيها النبى ورحمة الله وبركاته، وسلام الإنسان على الآخر فهو بمعنى السلامة أي: لكم السلام والسلامة.
وذكر الأزهري فيه قولين، أحدهما: معناه اسم السلام وهو الله عز وجل عليك. والثاني: سلم الله عليك تسليما وسلامًا، ومن سلم الله تعالى عليه سلم من الآفات. وقيل: معناه السلام عليكم أي: الله معكم على بمعنى مع. قال الهروي: ويقال: نحن مسالمون لكم.
قال أبو جعفرالنحاس: قولهم: سلام عليكم هو بالرفع، قال: ويجوز بالنصب، إلا أن الاختيار الرفع، قال: وقد قال النحويون: ما كان مشتقًا من فعل، فالاختيار فيه النصب نحو قولك: سقيًا لزيد وويل له لأن ويلا لا فعل له، ويجوز في أحدهما ما جاز في الأخر إلا أن الاختيار ما قدمناه. قال: وكان يجب على هذا أن ينصب سلام؛ لأن منه فعلا ولكن اختير الرفع؛ لأنه أعم،