وأما معناه وحده في الشرع، فقال إمام الحرمين: فيه عبارتان للأصحاب مشعرتان بمقصوده، أحدهما: أنه عقد علي موصوف في الذمة ببدل يعطى عاجلا. والثانية: أنه عقد يفتقر إلى بدل ما يستحق تسليمه عاجلا في مقابلة ما لا يستحق تسليمه عاجلا. قوله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "على كل سلامى من أحدكم صدقة" ذكره في باب صلاة التطوع من المهذب، وهو بضم السين وتخفيف اللام وفتح الميم مثل حبارى. قال الهروي: قال أبو عبيد: كأن المعنى على كل عظم من عظام ابن آدم صدقة. وقال ابن فارس والجوهري: المراد بالسلامى عظام الأصابع. وقال صاحب المطالع كلامًا يجمع كل هذا، فقال على كل عظم ومفصل، قال: وأصله عظام الكف والأكارع.
قولهم في كتاب الحج: اللهم أنت السلام ومنك السلام فحينا ربنا بالسلام. قال القاضي أبو الطيب في كتابه المجرد السلام الأول هو اسم من أسماء الله تعالى، وقوله: ومنك السلام أي: السلامة من الآفات، قال: وقوله حينا ربنا بالسلام أي اجعل تحيتنا في وفودنا عليك السلامة من الآفات، قولهم جاز بشرط بالإجماع سلامة العاقبة. قال الإمام أبو القاسم الرافعي في آخر كتاب الوديعة: هذا اللفظ يكثر استعماله، وليس المراد منه اشتراط السلامة في نفس الجواز، حتى إذا لم يسلم ذلك الشيء يتبين عدم الجواز، بل المراد إنما يجوز التأخير ويشترط عليه التزام خطر الضمان.
سمت: قال الأزهري: قال الليث: التسمية ذكر الله تعالى على كل شيء، والتسميت قولك للعاطس يرحمك الله. قال الأزهري: وقال أبو العباس: يقال: سمت العاطس تسميتا، وشمته تشميتا إذا دعوت له بالهدى، وقصدت التسميت المستقيم والأصل فيه السين فقلبت شينا. قال صاحب المحكم: التسميت الدعاء للعاطس معناه: هداك الله تعالى إلى السمت، وذلك لما في العطاس من الانزعاج والقلق هذا قول الفارسى وقد سمته. وقال ثعلب: سمته إذا عطس فقال له يرحمك الله أخذا من السمت أي: الطريق والقصد، كأنه قصده بذلك الدعاء، وقد يجعلون السين شينا. وقال الهروي في باب الشين المعجمة: قال أبو عبيد: يقال: سمت العاطس وشمته بالسين والشين، إذا دعا له بالخير، والسين أعلى اللغتين. وقال أبو بكر: يقال: سمت فلانًا وسمت عليه إذا دعوت له، وكل داع بالخير فهو مسمت ومشمت. وقال أحمد بن يحيى: الأصل