للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مختلفة فمنها الحفاظ ورعاية الحرمة ومنها الوصية كقول سعد حين خاصم عبيد الله بن زمعة في ابن أمته، فقال: ابن اخي عهد إلي فيه أخي أي: أوصى.

ومنه قوله تعالى: {أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي آدَمَ} (يّس: من الآية٦٠) يعني: الوصية. قال: والعهد الأمان. قال الله تعالى: {لا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ} (البقرة: من الآية١٢٤) وقال تعالى: {فَأَتِمُّوا إِلَيْهِمْ عَهْدَهُمْ} (التوبة: من الآية٤) قال: ومن العهد أيضًا اليمين يحلفها الرجل يقول على عهد الله تعالى. ومن العهد أن تعهد الرجل على حال أو في مكان فتقول عهدي به في مكان كذا وكذا أو في حال كذا. قال: وأما قول الناس أخذت عليه عهد الله تعالى وميثاقه فإن العهد ههنا اليمين وقد ذكرناه. قال الأزهري: العهد الميثاق ومنه قوله تعالى: {وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللَّهِ إِذَا عَاهَدْتُمْ} (النحل: من الآية٩١) .

وقال أبو الهيثم: العهد جمع العهدة وهو الميثاق، واليمين الذي تستوثق بها ممن يعاهدك. قال: وإنما سمي اليهود والنصارى أهل العهد للذمة التي أعطوها والعهدة المشترطة عليهم ولهم. قال: والعهد والعهدة واحد تقول برئت إليك من عهدة هذا العبد أي: مما يدركك فيه من عيب كان معهودًا فيه عندي. قال: ويقال استعهد فلان من فلان أي: كتب إليه عهده. قال: وإنما قيل: ولي العهد لأنه ولي الميثاق الذي يؤخذ على من بايع الخليفة والعهد ما عهدته، يقال عهدي بفلان وهو شاب أي: أدركته فرأيته كذلك وكذلك المعهد. وقال الليث: المعاهدة الاعتهاد والتعاهد والتعهد واحد وهو أخذك العهد بما عهدته. وقال ابن شميل: يقال متى عهدك بفلان أي متى رؤيتك إياه وعهده رؤيته. وقال أبو زيد: تعهدت ضيعتي وكل شيء ولا يقال تعاهدت.

قال الأزهري: وأجازهما الفراء وحكاهما ابن السكيت. قال الليث: والمعهد الموضع الذي كنت عهدته أو عهدت به هوى لك، والجمع المعاهد، ويقال: أنا أعهدك من هذا الأمر أي: أنا كفيلك، وأنا أعهدك من إباقة أي: أبرئك من إباقه، وفي عقله عهدة أي: ضعف، وفي خطه عهدة أي: إذا لم يقم حروفه، ويقال عاهدت الله تعالى أن لا أفعل كذا، هذا آخر كلام الأزهري.

وقال صاحب المحكم: والعهد الحفاظ، ومنه حس العهد والإيمان، والعهد الالتقاء، والعهد المنزل المعهود به الشيء سمي بالمصدر، وتعهد الشيء وتعاهده واعتهده تفقده وأخذت العهد به، وأما ضمان العهدة المعروف

<<  <  ج: ص:  >  >>