للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المعجمة أي: المستقذرة، وتكون الإشارة إلى زينة الدنيا به. وروى أبو داود هذا الحديث في أول كتاب الأدب من سننه بلفظين، أحدهما: حق على الله تعالى أن لا يرفع شيئا إلا وضعه، والثاني: أن لا يرفع شيء من الدنيا إلا وضعه.

قدم: قول الشافعي رضي الله تعالى عنه: القديم هو الذي قاله ببغداد، وصنفه في كتاب سماه كتاب الحجة، كذا قاله صاحب الشامل في خطبة الشامل، وهذا الكتاب القديم يرويه عن الشافعي أربعة من كبار أصحابه العراقيين: أحمد بن حنبل، وأبو ثور، والكرابيسي، والزعفراني، قال القفال في كتابه شرح التلخيص فيما نهى عنه النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: أكثر مذهب الشافعي القديم مثل مذهب مالك رضي الله تعالى عنهما.

قرأ: قال الإمام مطلقا ذو الفنون أبو الحسن علي بن أحمد الواحدي رضي الله تعالى عنه في كتابه البسيط عند ذكر قول الله تعالى: {شهر رمضان الذي أنزل فيه القرأن} قال رحمه الله تعالى: القرآن اسم لكلام الله تعالى، واختلفوا في اشتقاقه وهمزه، فقرأه ابن كثير بغير همز، ثم روى بإسناده ما رواه البيهقي وغيره عن الإمام الشافعي إمامنا رضي الله تعالى عنه: أنه كان يقول القرآن اسم وليس بمهموز، ولم يؤخذ من قرأت ولكنه اسم لكتاب الله تعالى مثل التوراة والإنجيل.

قال الشافعي: ويهمز قرأت ولا يهمز القرآن. وقال الواحدي: وقول الشافعي أنه اسم لكتاب الله تعالى تنبيه إلى أنه ليس بمشتق، وقد قال بهذا جماعات، قالوا: إنه اسم لكلامه يجري مجرى الإعلام في أسماء غيره، كما قيل في اسم الله تعالى أنه غير مشتق من معنى يجري مجرى اللقب في صفة غيره. وذهب آخرون إلى أنه مأخوذ من قرنت الشيء بالشيء إذا ضممت أحدهما إلى الآخر، فسمي به لاقتران السور والآيات والحروف؛ ولأن العبارة عنه قرن بعضه إلى بعض فهو مشتق من قرن، والاسم مهموز، ومن هذا يقال للجمع بين الحج والعمرة قران.

وذكر الأشعري رحمه الله تعالى هذا المعنى في بعض كتبه، فقال: إن كلام الله تعالى يسمى قرآنا لأن العبارة عنه قرن بعضه إلى بعض بصدق. وقال الفراء: أظن أن القرأن سمى من القرائن، وذلك أن الآيات يصدق بعضهًا بعضًا ويشابه بعضها بعضًا فهي قرائن فمذهب هؤلاء أنه غير مهموز.

وأما الذين

<<  <  ج: ص:  >  >>