همزوا فاختلفوا، فقالت طائفة: إنه مصدر القراءة. قال أبو الحسن اللحياني: يقال قرأت القرآن فأنا اقرأه قراءة وقرأ وقرآنا وهو الاسم، فقوله: وهو الاسم يعني أن القرآن يكون مصدرًا لقرآت، ويكون اسما لكتاب الله تعالى، ومثل القرآن من المصادر الرجحان والنقصان والغفران، هذا هو الأصل ثم أن المقروء يسمى قرآنا لأن المفعول يسمى بالمصدر، كما قالوا: للمشروب شراب وللمكتوب كتاب، واشتهر هذا الاسم في المقروء حتى إذا طرق الأسماع سبق إلى القلوب أنه هو، ولهذا لا يجوز أن يقال إن القرآن مخلوق مع كون القراءة مخلوقة لأن القرآن اشتهر تسميته للمقروء. وقال أبو إسحاق الزجاج: معنى القرآن معنى الجمع، يقال ما قرأت الناقة سلى قط إذا لم يضطم رحمها على ولد، وهذا مذهب أبي عبيدة. قال: إنما سمي القرآن قرآنًا لأنه يجمع السور ويضمها، وأصل القرآن الجمع، ومن هذا الأصل قرء المرأة وهو أيام إجتماع الدم في رحمها.
وقال قطرب: في القرآن قولين، أحدهما: ما ذكرناه وهو قول أبي إسحاق وأبي عبيدة. والثاني: أنه يسمى قرآنا لأن القارىء يظهره ويبينه ويلقيه من فيه أخذًا من قول العرب ما قرأت الناقة سلى قط أي: ما رمت بولد ونحو هذا. قال أبو الهيثم واللحياني: ما أسقطت ولدًا قط وتأويله ماحملت قط، والقرآن يلفظه القارىء من فيه ويلقيه، فسمي قرآنا، ومعنى قرأت القرآن لفظت به.
قال أبو إسحاق: وهذا القول ليس بخارج من الصحة، فتبين على هذا أنه اسم منقول من اسم الحدث، كما أن قولنا زيد في إسم رجل منقول من مصدر زاد يزيد، فأما دخول لام التعريف بعد النقل فكدخوله في الحارث وفي الفضل والعباس بعد النقل. ومذهب الخليل وسيبويه في هذه الأسماء التي سمي بها وفيها الألف واللام: أنها بمنزلة صفات غالبة كالنابغة والصعق، وهذا فيما ينقل من الصفات، فأما الفضل فإنما دخله الألف واللام لأنه مصدر في الأصل، وعلى هذا دخلت الألف واللام في القرآن، ومن هذه الأسماء ما يكون اللام فيه تعريفًا ثانيًا كما قاله في اسم الشمس وإلاهة والآلهة، ومنها ما يكون اللام فيه زائدة نحو قوله يا ليت أم العمرو كانت صاحبي، قال: وقول من يقول إن القرآن غير مهموز، من قرنت الشيء بالشيء أخذها، وإنما هو تخفيف الهمزة ونقل حركتها إلى الساكن قبلها فصار اللفظ به كفعال من قريت، وليس منه ألا