للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٧- تأتي الأذكار عند الحاجة إليه: كأن يحضر إليه جماعة من بينهم خصم لك، فتقول لآخر: "لئيم فاجر" تريد هذا الخصم، فتترك ذكر اسمه ليتأتى لك الإنكار عند لومه لك على سبه، فتقول له: ما عنيتك، وإنما، أردت غيرك.

٨- تعيين المسند إليه؛ إما لأن المسند لا يصلح إلا له لأن المسند كامل فيه, وإما لأنه معهود بين المتكلم والمخاطب, فمثال الأول قولك: "عالم الغيب والشهادة" تريد: الله "سبحانه" فتحذفه لتعينه، إذ إن علم الغيب والشهادة وصف خاص به تعالى, ومثال الثاني قولك: "عادل في حكومته" تريد عمر الفاروق، فتحذفه لتعينه, لأن صفة العدالة بلغت فيه الكمال، ومثال الثالث قولك: "حضر" تريد: إنسانًا معهودًا بينك وبين مخاطبك.

٩- ادعاء تعينه كقولك: "وهاب الألوف" تريد: "الأمير" فتحذفه لتعينه ادعاء، وأنه لا يتصف بذلك أحد غيره من رعاياه.

١٠- المحافظة على وزن، أو سجع، أو قافية, مثال الأول قول الشاعر:

على أنني راض بأن أحمل الهوى ... وأخلص منه لا علي ولا ليا

أي لا علي شيء، ولا لي شيء, حذف المسند إليه فيهما وهو لفظ "شيء" لأن في ذكره إفسادًا لوزن البيت. ومثال الثاني قولهم: "من كرم أصله وصل حبله" أي وصل الناس حبله، فحذف المسند إليه١, وهو "الناس" محافظة على السجع المستلزم رفع الفاصلة٢ من الفقرة الثانية، وهي قوله: "حبله" ومثال الثالث قول الشاعر:

وما المرء والأهلون إلا ودائع ... ولا بد يومًا أن ترد الودائع

أي أن يرد الناس الودائع، فحذف المسند إليه, وهو "الناس" للمحافظة على القافية، ولولا ذلك لاختلفت لصيرورتها مرفوعة "في الشطر الأول" منصوبة "في الشطر الثاني".

١١- اتباع الاستعمال الوارد على ترك المسند إليه كقولهم في المثل


١ المراد: المسند إليه الأصلي الذي هو الفاعل, وهذا لا ينافي أن نائب الفاعل مسندًا إليه أيضًا.
٢ هي الكلمة الأخيرة من جملة مقارنة لأخرى.

<<  <  ج: ص:  >  >>