٢ قال التبريزي في خبر هذه الأبيات: إن قومًا من العرب أغاروا على نعم له فاستاقوها حتى لم يبق له منها شيء، فأتى ابن أخيه عميلة وقال له: يابن أخي نزل بي ما ترى فهل من حلوبة؟ قال: نعم يا عم حين إذ يراح المال فأبلغ مرادك منه، فلما راح المال قاسمه إياه وأعطاه شطره, فقال ابن عنقاء هذه الأبيات. ٣ اشتكى حاله إلى ماله, كناية عن أنه رق له وعطف, وهو من أروع الكنايات وألطفها، وقوله: أسر كما جهر يريد: أن باطنه كظاهره فلم يعطه رياء بل كان عطفه عليه وليد رغبة صادقة فيه، ويافعًا من أيفع الغلام إذا ناهز العشرين والسيمياء العلامة يريد، أن سيمياء في وجهه وأن ما ينطوي عليه من خير يدرك بمجرد النظر إليه. ٤ هو عمرو بن كميل نظر إليه عمرو بن ذكوان وعليه جبة بلا قميص فجعل يسعى له ويتشفع حتى ولي البصرة, فقال هذه الأبيات, وقيل: إن قائل هذه الأبيات أبو الأسود يمدح بها عمرو بن سعيد العاصي.