للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

سأشكر عمرًا ما تراخت منيتي ... أيادي لم تمنن وإن هي جلت

فتى محجوب الغنى عن صديقه ... ولا مظهر الشكوى إذا النعل زلت

رأى خلتي من حيث يخفى مكانها ... فكانت قذى عينيه حتى تجلت١

أي هو فتى, وهكذا يذكرون الممدوح، ثم يعقبون بعد ذلك بقولهم غلام من شأنه كذا وكذا أو فتى من صفاته كيت وكيت، ولا تكاد تجد المسند إليه يذكر في مثل هذه المواضع لهذا ترك ذكره فيها، وفي نظائرها اتباعًا لاستعمالاتهم الواردة.

إلى غير ذلك من دواعي الحذف كإخفاء المسند إليه عن غير المخاطب لسبب ما كالخوف منه، أو عليه، أو نحو ذلك.


١ ما تراخت منيتي: أي ما امتد بي الأجل, أي ما حييت، والأيادي جمع اليد بمعنى العطية, ولم تمنن: أي متصلة لم تنقطع، وقوله: غير محجوب الغنى عن صديقه، يريد أن أمواله في متناول أيدي قاصديه، وقوله: ولا مظهر الشكوى ... إلخ: يريد أنه لجد صبور على قضاء الله لا يجزع لمكروه.

<<  <  ج: ص:  >  >>