للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ومثاله في قصر الصفة قصرًا إضافيًا قولك: "زهير شاعر لا سحبان".

ومثاله في قصر الموصوف: قولك "زهير شاعر لا خطيب", والمقصور عليه في الأول "زهير" وفي الثاني "شاعر" لأنهما المقابلان لما بعد "لا", ويبدو لك من الأمثلة: أن المدار في كون هذا النوع "من القصر" حقيقيًا أو إضافيًا على المعطوف فإن كان عامًّا "كما في المثالين الأولين" فالقصر حقيقي، وإن كان خاصًّا "كما في المثالين الآخرين" فهو إضافي.

ومثال العطف "ببل ولكن في قصر الصفة قولك: "ما عبد الحميد شاعرًا بل بشار، أو لكن بشار", ومثاله في قصر الموصوف قولك: "ما عبد الحميد شاعرًا بل كاتب، أو لكن كاتب", والمقصور عليه في الأول "بشار" وفي الثاني "كاتب"، وهذا التمثيل للإضافي، وأما الحقيقي فيعلم التمثيل به بالمقايسة على ما تقدم, والمدار في كونه حقيقيًا، أو إضافيًا على عموم المعطوف أو خصوصه "كما بينا", وفي كون الإضافي منه قلبًا، أو إفرادًا، أو تعيينًا مناطه حال المخاطبة "كما علمت".

"فائدة" إذا كثر النفي في العطف "بلا" قيل: "لا غير"، و"ليس إلا", فتقول في قصر الصفة: "محمد تاجر لا غير" أي لا غير محمد فهو قائم مقام قولك: لا علي ولا أحمد ولا محمود، ولا غيرهم وتقول في قصر الموصوف: "محمد شاعر لا غير" أي لا غير شاعر، فهو قائم مقام قولك: لا فقيه، ولا تاجر، ولا كاتب، ولا غير ذلك.

٤- تقديم ما حقه١ التأخير: كتقديم الخبر على المبتدأ٢, وتقديم المعمول على العامل, والمقصور عليه في هذا النوع من القصر هو المقدم. مثال الأول من قصر الموصوف قولك: "مصري أنا" أي لا غير مصري إن كان القصر حقيقيًّا أو لا شامي إن كان القصر إضافيًّا, فتقديم الخبر على المبتدأ أفاد قصر الموصوف, وهو "ضمير المتكلم" على الصفة, وهي "المصرية" بحيث لا يتعداها إلى غيرها أصلا "في القصر


١ احترز به عما وجب تقديمه لصدارته كأين ومتى.
٢ محل كون تقديم الخبر على المبتدأ يفيد الحصر ما لم يكن المتبدأ نكرة قدم عليها الخبر كقولهم: في الدار رجل. فمثل هذا لا يفيد حصرًا.

<<  <  ج: ص:  >  >>