للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المفردات ونهج استعمالها, فمن ألم بقواعده عرف أن نحو "الأجلل" مثلًا مخالف دون "الأجل" إذ من قواعدهم أن المثلين إذا اجتمعا في كلمة واحدة, وكان ثانيهما متحركًا، ولم يكن زائدًا لغرض وجب إدغامها.

ج- ضعف التأليف والتعقيد اللفظي: يمكن توقيهما بمعرفة قواعد النحو، إذ هو الباحث في طرق استعمال المركبات على الوجه الحق, فمن مارس هذا العلم، ووقف على أصوله ومسائله استطاع أن يصوغ الكلام على نهج قويم سليم من شوائب الضعف والتعقيد.

د- التنافر: ملاك معرفته الذوق السليم, فلا حاكم فيه سواه, فهو الذي يدرك أن نحو "مستشزر" متنافر دون مرتفع, وهو الذي يدرك ما بين الكلمات من تنافر أو تضافر, وقد تقدم في ذلك خلاف.

هـ- التعقيد المعنوي: يعرف من دراسة علم البيان, فمن زاول هذا العلم وأحصى مسائلة عرف كيف يتوقى التعقيد في معاني الكلام، وكيف يبرزه لك فاتحًا صدره، كاشفًا لك عن ضميره.

والاحتراز عن الخطأ في تأدية المعنى يعرف من دراسة علم المعاني, فمن مارس هذا العلم، وكشف عن أمره، ووقف على سره عرف كيف يتوقى الخطأ في تأدية المعنى المراد، وكيف يطبق الكلام على مقتضيات الأحوال.

أما الوجوه التي تخلع على اللفظ خلعة البهجة والبهاء فتعرف من علم البديع؛ إذ به نعرف كيف نحلي من اللفظ جيده العاطل، بما يبهج القلب, ويطرب السمع، ويشرح الخاطر.

والثلاثة الأخيرة هي المسماة بعلوم البلاغة، وبعض الأئمة يسمي الكل "علم البيان" لأن البيان هو المنطق الفصيح المعرب عما في الضمير، قال الجاحظ: البيان: اسم جامع لكل ما كشف لك عن المعنى, وبعضهم يسمي الجميع "علم البديع" لما في مباحثه من الإبداع والابتداع.

<<  <  ج: ص:  >  >>