للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كالغيث إن جئته وافاك ريقه ... وإن ترحلت عنه لج في الطلب١

وصف الشاعر "الممدوح" الذي هو المشبه بأن عطاياه مغدقة سابغة عليه -أعرض عنه أو أقبل عليه- ثم وصف "الغيث" الذي هو المشبه به بأنه يصيبك -طلبته أو تجنبته- ووجه الشبه مطلق الإفاضة في الحالين٢, والوصفان المذكوران مشعران بهذا الوجه.

وصفوة القول: أن التشبيه المجمل: هو ما لم يذكر فيه وجه الشبه -ظاهرا كان ذلك الوجه أو خفيا- كما بينا, وأن وصف أحد الطرفين، أو كليهما بما يشعر بالوجه -كما رأيت- لا يتنافى مع الإجمال؛ لأن المدار في كون التشبيه مجملا على ألا يذكر وجه الشبه ذاته، لا وصف مشعر به ا. هـ.

اختبار:

١- افرق بين المفصل والمجمل، ثم اذكر نوعي المجمل, ومثل لكل نوع.

٢- من أي قبيل قولهم في تشبيه الكلام الغثّ: "هو كالعلقم في مرارته"؟ وجه لما تقول.

٣- من أي قسمي التشبيه قولك: "هو كالسحاب ينتظم خيره البلاد"، و"كالبدر يهدي ضوءه السارين"؟ علل لما تقول.

٤- ائت بتشبيهين من عندك, تذكر في أحدهما وصفا للمشبه مشعرا بالوجه, وفي الثاني وصفا للمشبه به كذلك، مع بيان نوع التشبيه فيهما.


١ "صدفت عنه": أعرضت وبابه ضرب، ومعنى "لم تصدف مواهبه": لم تنقطع عطاياه، ويروى بالياء، و"مواهبه" حينئذ مفعول؛ لأن "صدف" يأتي لازما ومتعديا، و"عاودني ظني فلم يخب" أي: عاودته بعد إعراضي عنه؛ طلبا لإحسانه ظنا مني أنه يصلني رغم إعراضي عنه فكان عند ظني، وإذًا فنسبة المعاودة إلى الظن تجوز، والريق بتشديد الياء المكسورة هو من كل شيء أفضله وأحسنه، و"لج في الطلب": ألح فيه.
٢ أي: حالي الإعراض والإقبال.

<<  <  ج: ص:  >  >>