بالله يا ظبيات القاع قلن لنا ... ليلاي منكن، أم ليلى من البشر؟
إلى غير ذلك من أنواع التصرف في التشبيه المبتذل بما يخرجه عن ابتذاله، ويكسوه ثوبا من الجمال يستوقف النظر إعجابا.
ومن أبدع ما قيل في هذا الباب قول ابن نباتة في وصف فرس أبلق أغر:
وكأنما لطم الصباح جبينه ... فاقتص منه فخاض في أحشائه
شبه أولا جبين الفرس بالصبح في البياض والإشراق، ثم شبه ثانيا قوائم الفرس بالصبح في هذا المعنى, وهما تشبيهان -كما ترى- من قبيل القريب المبتذل، غير أن حديث لطم الصبح للجبين اعتداء، ثم خوض الفرس في أحشاء الصبح انتقاما جعلهما من الممتنع البعيد المنال، النادر المثال, والتشبيه في كليهما ضمني؛ ذلك أن لطمة الصبح لجبين الفرس تركت فيه أثر البياض, كما علق هذا الأثر بقوائم الفرس حينما خاض في أحشاء الصبح, وهذا يقتضي تشبيه كل من جبين الفرس، وقوائمه بالصبح في بياضه وإشراقه.
اختبار:
١- بين معنى التشبيه القريب المبتذل، والتشبيه البعيد الغريب، مع بيان سبب قرب الأول وابتذاله، وسبب بعد الثاني وغرابته، ثم بين من أي الأنواع التشبيه البليغ؟ وما وجه ما تقول؟
٢- اذكر بالإجمال الأسباب التي يكون بها وجه الشبه واضحا، والأسباب التي يكون بها خفيا، مع التمثيل.
٣- بين معنى التفصيل في الوجه، وأشهر أنواع التفصيل فيه، مع التمثيل.
٤- ائت بتشبيهين مبتذلين تصرف فيهما بما أخرجهما إلى الغرابة، ثم بين نوع هذين التشبيهين.