٢ الصيب: المطر, من صاب بمعنى نزل وهطل، ويطلق أيضا على السحاب. شبه حال المنافقين وقد أبصروا بأعينهم نور الإيمان, وذاقوا حلاوته, وشهدوا بأنفسهم دلائله وشواهده, ووضح أمامهم طريقا الخير والشر وهم -مع ذلك- مصرون على عقيدتهم الفاسدة، مؤثرون أن يقيموا على ظلام الكفر ويتخبطوا في دياجير الضلال, شبه هذه الحال بحال قوم أوقدوا حولهم نارا تبينوا على ضوئها ما أحاط بهم من معالم الأشياء, ثم ما لبثوا أن أطفئت النار فوقعوا في ظلام دامس يتخبطون، أو بحال آخرين كانوا في حال من الهناءة والدعة والاستقرار, ثم ما لبثوا أن دهمهم مطر غزير، أو سحاب متكاثف قاتم صحبه أهوال من الرعد القاصف، والبرق الخاطف مما جعلهم يضعون أصابعهم في آذانهم حذر الموت.