الماضية، ثم اشتق من الرؤية بهذا المعنى {أَرَى} بمعنى "رأيت" على سبيل الاستعارة التصريحية التبعية. ومثله قوله تعالى:{فَفَرِيقًا كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقًا تَقْتُلُونَ} أي: قتلتم, وقس على هذا.
الاستعارة في المشتقات:
ومثالها في اسمي الفاعل والمفعول قولك:"جليل أعمالك "ناطق" بكمالك" أي: دال عليه, ففي ناطق استعارة تبعية، وإجراؤها: أن يقال فيها على غرار ما قيل في نطقت الحال بكذا, غير أن المشتق من النطق هنا "ناطق" بمعنى دال. وكقولك:"حكم "على قاتلك" بالسجن" أي: ضاربك ضربا مبرحا، وقولك:"رفع "مقتولك" أمره إلى الحاكم" أي: مضروبك ضربا شديدا. وإجراء الاستعارة فيهما أن يقال: شبه الضرب الأليم بالقتل في قسوة الألم، ثم استعير لفظ "القتل" للضرب الشديد، فصار القتل بمعنى الضرب الشديد، ثم اشتق من القتل بهذا المعنى "قاتل أو مقتول" بمعنى ضارب أو مضروب ضربا شديدا, على سبيل الاستعارة التصريحية التبعية.
ومثالها في الصفة المشبهة قولك: إنما أصادق "الأصم" عن العوراء، وأجاور "الأعمى" عن الفحشاء؛ فقد شبه أولا التصامم بالصمم في عدم السماع، ثم استعير لفظ "الصمم" للتصامم، فصار الصمم بمعنى التصامم، ثم اشتق من الصمم بهذا المعنى "أصم" صفة مشبهة بمعنى متصامم. وشبه ثانيا غض البصر بالعمى في عدم الرؤية، ثم استعير لفظ "العمى" لغض البصر، فصار العمى بمعنى غض البصر، ثم اشتق من العمى بهذا المعنى "أعمى" صفة مشبهة بمعنى غاض البصر, على سبيل الاستعارة التصريحية التبعية في المثالين.