للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فصار لهم مالا وعددا، فخافت منهم قريظة والنضير، وكان بينهم حلفا (١) فقطعوه اليهود، فخافت الأوس والخزرج، ولم يزالوا كذلك، حتى نجم مالك بن العجلان أخو بني سالم بن عوف بن الخزرج.

الفصل السابع

في قتل اليهود واستيلاء الأوس والخزرج على المدينة

قالوا: ولما نجم مالك بن العجلان سوّده الحيان عليهما، فبعث هو وجماعة قومه إلى من وقع بالشام من قومهم يخبرونهم حالهم ويشكون إليهم غلبة اليهود، وكان رسولهم الرمق بن زيد (٢)، فقدم على ملك من ملوك غسان الذين ساروا من يثرب يقال له: أبو جبيلة (٣) فشكى إليهم حالهم، فقدم أبو جبيلة لنصرة الأوس والخزرج، فلما قدم المدينة وهي يومئذ يثرب صنع طعاما وأرسل إلى رؤساء اليهود، وكان قد بنى حيزا وجعل فيه قوما وأمرهم بقتل من دخل عليهم حتى أتى على وجوههم ورؤسائهم (٤)، فاتخذ الأوس والخزرج الديار والأموال والآطام، وكان ابتنوا من الآطام مائة وسبعا وعشرين أطما،


(١) للتعرف على حلف الأوس والخزرج مع اليهود. انظر: ابن النجار: الدرة الثمينة ٢/ ٣٢٦، السمهودي: وفاء الوفا ص ١٧٨.
(٢) الرمق بن زيد بن امريء القيس، أحد بني سالم بن عوف بن الخزرج، كان شاعرا، أرسله ملك الخزرج حتى قدم الشام على ملوك غسان. انظر: ابن النجار: الدرة الثمينة ٢/ ٣٢٧.
(٣) أبو جبيلة الخزرجي، أحد ملوك غسان بالشام، قدم يثرب فمهدها للأوس والخزرج بأن قتل وجهاء اليهود ثم عاد إلى الشام. انظر: السمهودي: وفاء الوفا ص ١٧٩، النهرواني: تاريخ المدينة (ق ٨).
(٤) عبارة ابن النجار في الدرة الثمينة ٢/ ٣٢٧ «فلما فعل ذلك عزت الأوس والخزرج في المدينة واتخذوا الديار … ».

<<  <  ج: ص:  >  >>