للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأعجب من هذا: ما روي عن أنس أن شابا من الأنصار، توفي وله أم عجوز عمياء، فسجيناه وعزيناها، فقالت: مات ابني، قلنا: نعم، قالت:

اللهم إن كنت تعلم أني هاجرت إليك وإلى نبيك رجاء أن تعينني على كل شدة، فلا تحملن عليّ هذه المصيبة، فما برحنا أن كشفنا الثوب عن وجهه فطعم وطعمنا. حكى هاتين الحكايتين القاضي عياض (١).

ذكر مصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم مصلى العيد (٢):

عن هشام بن سعيد، عن إبراهيم بن أبي أمية، وعن شيخ من أهل السن (٣): أن أول عيد صلاّه (٤) رسول الله صلى الله عليه وسلم، صلاّه في حارة الدوس عند بيت ابن أبي الجنوب (٥)، ثم صلى العيد الثاني بفناء دار حكيم بن العدّاء (٦)، عند دار جفرة داخلا في البيت الذي بفناء المسجد، ثم صلى العيد الثالث عند


(١) أوردهما القاضي عياض في الشفا ١/ ٢١١ - ٢١٢.
(٢) لم يكن المصلى في زمن النبي صلى الله عليه وسلم مسجدا، بل كان صحراء لا بناء فيها، والمسجد المتخذ اليوم - كما ذكر السمهودي - إنما هو في بعضها، وهو المحل الذي قام به النبي صلى الله عليه وسلم، وهو المعروف اليوم بمسجد المصلى، بينه وبين مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم ألف ذراع كما ذكر ابن شبة.
انظر: ابن شبة: تاريخ المدينة ١/ ١٣٨، السمهودي: وفاء الوفا ص ٧٨١،٧٨٤ - ٧٨٦.
(٣) السن: جبل بالمدينة قرب جبل أحد.
انظر: الفيروز ابادي: المغانم ص ١٨٨.
(٤) في السنة الثانية من الهجرة خرج النبي صلى الله عليه وسلم إلى المصلى، فصلى صلاة العيد، وكان ذلك أول خرجة خرجها بالناس إلى المصلى لصلاة العيد.
انظر: ابن شبة: تاريخ المدينة ١/ ١٣٤، الطبري: تاريخ الرسل ٢/ ٤١٨.
(٥) يقول السمهودي: «أما الموضع المذكور في الرواية - عند دار ابن أبي الجنوب - فلم أعرف محله، غير أن دار ابن الجنوب كانت بالحرة الغربية غربي وادي بطحان».
انظر: وفاء الوفا للسمهودي ص ٨٧٢.
(٦) دار حكيم بن العداء: هي دار أبيه العداء بن خالد، وكانت بأعلى السوق مما يلي المصلى عند أصحاب المحامل، ويظهر أنه المسجد المعروف بمسجد علي بن أبي طالب.
انظر: السمهودي: وفاء الوفا ص ٧٨٠،٧٨٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>